منصة الصباح

“ربي يثبت علينا العقل والدين”!

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

 

افضل الحروب تلك التي تكسبها دون أن تخوضها، هذه هي البرجماتية الامريكية في التعاطي مع الحالة الاوكرانية.

حرب استنزاف لخصم كبير، زائد تشويه سمعة سياسية، مع الابقاء على اوروبا كتابعة عبر دبلوماسية الخوف.

الفرنسيون يحاولون المشي عبر أكثر من رصيف، في شتات ذهني بين عدم ترك كابينة القيادة لواشنطن وبين نفعية ميتران.

لندن لا تضع عينها على نتائج الحرب، ولكنها تضع الكلينكس على فمها كلما دخلت واشنطن في نوبة سعال.

الألمان تحت سطوة طموحاتهم في دور القائد لاوروبا، ولكن برلين وجدت نفسها تغرد بمكبر صوت داخل السرب الامريكي.

الاتراك يمارسون الديماغوجية، ويتكلمون كثيرا ولكن بوصلة أنقرة على مصالحها مع الجميع، وهم يدركون أن الطريق إلى بروكسل لا تمر بكييف.

الصين رزينة تنظر إلى الحرب الاوكرانية من شباك تايون، دون ان تنسى جسر بواخرها نحو الغرب، وأربعة آلاف كيلو متر حدود مع روسيا، وحسابات أخرى معقدة.

الاسرائيليون أكثر من يعمل على إيقاف الحرب، ليس حبًا في السلام، ولكن لأنها ستؤدي إلى عودة النفط الإيراني للسوق الدولية، أو تقارب أكثر بين موسكو وطهران.

حتى الامارات دخلت على الاقل خط رياضيات الربح والخسارة من زاوية ايران شرقا، واليمن غربًا، واعتبار الحوثيين كمنظمة ارهابية ليست بالمجان.

وفي السياق نفسه نجد قطر على صغرها، فهي من كبار الرابحين في السوق الغاز، وسوق الطموحات أيضًا.

وعلى هذا النحو كل دولة في العالم ترى السياسة كفن لإدارة المصالح، إلا نحن نرها فن لإدارة العبث.

فهل نفتح رؤوسنا أم نغلق صمامات النفط، مع احتمال تحليقه على ارتفاع أكثر من 200 دولار للبرميل.

(ربي يثبت علينا العقل والدين).

شاهد أيضاً

(عن ايام الطباعة نار ورصاص واورام )

زكريا العنقودي انا ولد مطبعة وكبرت من عمري 15 العام بين الحبر والاوراق ، وللعلم …