منصة الصباح

بازار الألقاب

«بازار الألقاب»

فتحية الجديدي

ما قادني للكتابة هذه المرة أمر استفزني، جاء على صفحات التواصل الاجتماعي، وحملت وزره مكاتب تابعة لبعض الجهات الرسمية أو الاعتبارية في بلادنا بإطلاقها مسميات غريبة وغير مبررة على أشخاص نحمل لهم كل التقدير ونعتبرهم قيمة عالية في أوساطنا المختلفة.

ما رأيته لا يمكن وصفه بغير انحدار من قبل هذه الإدارات وأن تنحدر إلى مستوى متدنٍ في التفكير ظنًا منها – وليس باليقين حسب اعتقادي –أنها تقدم صنيعا تجاه شخصيات ربما حلوا ضيوفا أو قدموا مبادرة سخية لأهلهم في بعض المناطق أو شاركوا في محفل ما.

اعتراضي لا يكمن في استحقاق الشخص من عدمه في لقب منحه أو تسمية أطلقت عليه وصفاً أو تكريماً لسيرته الإبداعية أو المهنية أو الإنسانية، بل على الألقاب التي ترمى جزافًا كيفما اتفق، وكأنها متاحة وفق أهواء أو أغراض، وحتى بشكل مجاني في «بازار لألقاب النجوم».

اليوم نسمع بنجمة الساحل للغناء وعصفورة التلفزيون ونورس الطرب وشعلة الصحراء التي لا تضيف شيئا غير أن البحث عن دور لهؤلاء المكاتب يغنيهم عن عجزهم في أداء رسالتهم والقيام بدورهم الحقيقي ، إلى درجة أننا لم نعد نعرف ما هي الوظيفة الأساسية للثقافة الليبية وكيف تقدم دعمًا للشخصيات الليبية على كافة الأصعدة وما هي المعايير لذلك ، لأنهم بكل بساطة ليسوا بحاجة للألقاب بقدر حاجتهم لدعم إبداعاتهم ونتاجهم ومساندتهم في جهودهم وليس لاستغلالهم، فأسماؤهم تكفيهم وتجعلهم في قلوب محبيهم وليسوا مضطرين إلى ما يتفوه به البعض من « ترهات « لا تتماشى مع مكانتهم اجتماعيًا وفنيًا وثقافيًا ، والأمر غير الشجازم الذي يحمل جانبًا لطيفًا في الأمر هو الاحتفاء بتلك الشخصيات يجعل منهم أكثر ودًا وارتباطًا بنجمهم المحبوب وجعله حاملًا للقب نبع من هذا المنطلق العفوي في المحبة ، ويمكن أن يحظى بقبول إن اتخذ مقاربة اجتماعية، ويمنح صاحبه زخماً للمضي قدماً في مسيرته الإبداعية، وهذا ما يشفع للصورة العامة، لكنه لا يحيلها إلى عمل مطلق دون تقييد، كما يحصل مع أغلب الشخصيات في المهن المختلفة، وهو أمر قد يحمل على التزلف لا أكثر، إلى جانب أن له آثاراً عكسية شتى.

أرجو أن أكون خاطئة في تقديراتي عندما تناولت هذا الأمر، فالحديث عن النوايا أمر عسير الخوض فيه بالتحليل والنقد.

شاهد أيضاً

كل باثيلي وأنتم بخير

    ما هو الذي يمكن أن نعلقه في رقبة عبدالله باثيلي؟ الرجل لم يكن …