منصة الصباح

الانانيه وأهميتها في التدريب الجراحي

الانانيه وأهميتها في التدريب الجراحي

مع قهوة الصباح:

بقلم: د . المهدي الخماس

وقوع بعض طلبة الطب في حب تخصص الجراحه أمر طبيعي. التخصص دقيق ويحتاج علم ومهارة وجميل جدا. تخصص تتفرع منه تخصصات عديده ويتطور بسرعة. يقال والعهدة على الراوي أن التدريب الجراحي في ليبيا على الأغلب يعتمد على محبة الجراح لك. إن أحبك الجراح المدرب أو كنت قريبا له أو أبن أحد الأصدقاء أو ابن مسؤول مرموق. إن كنت ذلك فلن يبخل عليك بكل مايعرف. وإن كنت غير ذلك فأنت وسلة المهملات تقطنان نفس الغرفه. التدريب التخصصي هو أداة من أدوات التطوير المهني والتكوين الصحيح لمركبات المنظومة الصحية. مأود مشاركتكم اليوم هو التفكير الأناني ودوره في التدريب التخصصي الجراحي. أود ترك الأخلاقيات والإسلاميات على جهة. يعني تفكير أناني مطلق وفي الاتجاه الصح.
عندما ندرب الطبيب ليصبح جراح لدينا الأهداف التالية والتي نعتبرها مبادئ التدريب الطبي وترتكز على ٦ قواعد رئيسية:
1. العنايه بالمرضى وماتحتويه من الإلمام بالتشخيص والعلاج والعمليات والمتابعة وماحولها.
2. المعلومات الطبيه حول المرض ومضاعفاته والطرق المختلفه لعلاجه
3. المقدّره على قرأة المقالات الطبيه المختلفه والاستنتاج الصحيح وتطبيقه على العنايه بالمرضى.
4. التواصل المهني مع الأطباء الاخرين والمريض وعائلة المريض
5. المهنيه وأخلاقيات المهنه
6. المعرفه والإلمام بالمنظومة الصحيه والقوانين واللوائح المختلفه الخاصه بالصحه ومصادر التمويل وطرق التوفير وغيرها.
إذا كنّا أنانيين بجد علينا تدريب الطبيب في كل هذه المحاور وبصدق وإخلاص وعنايه. لو كنّا أنانيين ودربنا الطبيب في كل هذه المحاور فالناتج طبيب جيد، كفؤ، يقوم بواجبه على أحسن وجه , يعرف حدوده ويلتزم بالقوانين وأخلاقيات المهنه. طبيب يقوم بعمليات ناجحه ويحافظ على سلامة المرضى ونتائجه طيبه.
باهي وإذا كنت أنا أناني ليش نعلمه هالتعليم الجيد ونبذل كل هذا المجهود؟ فيه أناني مستعد يضرب قدمه بالرصاص لكي لاتمشي في مسار الخير وفيه أناني اللي يحسبها صح ويقرأ العواقب. هذا الأناني الذي نقصده اليوم.
هذا الأناني يجيب بقوله أنأ أعلمه لعل وعسى أن يقع صديق لي أو أحد أفراد عائلتي تحت رحمة علمه ويده ومبضعه. أعلمه ربما أكون مريضه في يوم من الأيام. وفي كلتا الحالتين أنا أو قريبي سنكون بين يدي طبيب ماهر. يتذكرني بما قمت به نحوه. ليس له أي حقد عليا. وأعلمه حتى أرتاح مع نفسي وأنا عارف انني درت اللي عليا. تخيل في مجتمعنا الليبي وأنا عاملته معامله سيئه ولم أدربه ونحصل بين إيديه. على كل ياداير يالاقي. طبعا بدون شك إتقانك مهنتك كجراح ومعلم أمر أخلاقي ويحضنا ديننا عليه. بس حبيت أن أوضح أن التفكير الأناني يمكن أن يكون صح. فأنت ونيتك كمعلم ومدرب. الأعمال بالنيات ولكل أمرئ ٍ مانوى.

شاهد أيضاً

عيد الوحدة الوطنية

مفتاح قناو في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي كنا طلابا في المدارس الابتدائية، وكان …