منصة الصباح

ابتزازلوجيا!

بلا ضفاف

بقلم : عبد الرزاق الداهش

 

كنت سألت ذات كوميديا سوداء أحد الشباب ممن اغلقوا الطريق العام، عن سبب قيامهم بهذا العمل.

كان ذلك منذ عدة أعوام، وكان اصحاب المركبات يضطرون إلى أخذ مسالك وعرة لمتابعة سيرهم.

قال لي الشاب والذي تربطني به صلة قرابة: اغلقنا الطريق حتى تستجيب الحكومة لمطالبنا.

_ لو كانت هناك حكومة لما استطاع واحد مثلك أغلاق حتى حمام عمومي، وليس طريقا دوليًا؟ قلت له ذلك.

كان الكثير من الناس يواجهون معاناة صعبة، بما في ذلك اطفال، وكبار في السن، وحتى سيارات إسعاف.

سألت الشاب: هل الحكومة تستخدم هذا الطريق؟ فقال: لا!

_ هل ستتضرر الحكومة، أو سيطير من عينيها النوم بسبب اغلاقكم الطريق؟ فقال: لا!

هكذا تغلق الطرق، وتقطع امدادات المياه، وتقفل صمامات النفط، احتجاجا على الحكومة، أو ابتزازا لها.

وعلى هذا النحو يتكرر مثلث (الخاطفون، الرهائن، والفدية)، والتي قد تكون أموالًا، وقد تكون مناصبا.

أما الرهائن فهم الشعب الذي تغلق أمامه الطرقات، وتوقف عنه المياه، وتقطع عليه الكهرباء، ويقفل مصدر عيشه النفط.

قد يكون ذلك لحساب شبكة مصالح ضيقة، وقد يكون لحساب جهات أو دول اجنبية.

والمأساة إن من يقترفون هذه الأعمال يزعمون أنهم قاموا بذلك من اجل الشعب.

نعم يبهدلون الشعب، ويضيقون عليه عيشه، ويعذبونه، وكل ذلك وهم يرددون، أنه من أجل الشعب، يا لا تعاستهم!

شاهد أيضاً

(عن ايام الطباعة نار ورصاص واورام )

زكريا العنقودي انا ولد مطبعة وكبرت من عمري 15 العام بين الحبر والاوراق ، وللعلم …