منصة الصباح

أبجدية قلب ..وقصائد أخرى

أبجدية قلب ..وقصائد أخرى

محمد الهادي الجزيري

أقطف لكم زهرة متفتّحة تفوح شِعرا وتستعدّ لنشر مجموعتها الثانية ..، وهي مجتهدة وناشطة اجتماعية وثقافية ..، صدر ديوانها الأول أبجدية قلب في العام 2021 بدعم من وزارة الثقافة الأردنية، وتحضّر حاليا أطروحة الدكتوراه في فلسفة المحاسبة..، وهي عضو عديد الجمعيات على رأسها مجلس الكتاب و الأدباء والمثقفين العرب..، إنّها رند الرفاعي شاعرة أردنية تسير في درب الكلمة والمعنى …

أوّل شيء شدّني في شعرها الاعتداد بالذات واعتزازها بأنوثتها ودفاعها المستميت عن حريّة المرأة واستقلالها في قرارها ..دون انتقاص من كرامة الرجل أو محاولة الصدام معه في معركة قديمة وجديدة ، إنّها متزنة وحرّة وهذا ما نقرأه في قصائدها ، هي لا تبحث عن غريم تصارعه على غرار عديد الحركات النسائية عبر العالم ..، فكلّ ما في الأمر ترغب في تحقيق ذاتها وردّ الاعتبار لها ..بعد أن قضّت دهورا في سجن السيّد الذكر الذي يرى فيها إلاّ شهواته ومنافعه ..، اسمعوها وهي تقصّ قصتها علنا بوضوح

في قصيدة ” محاكمة ذاتية ” تقف رند الرفاعي وجه لوجه مع نفسها، وتبدأ مساءلة الذات عن ما كان منها ومن ماضيها .. ، الكثيرون منّا لا يواجهون ” الأنا ” خوفا أو درءا لشيء ما ..لكي يواصلوا الرحلة بلا ألم ولا وجع الرأس ..، وقليلون من يفتحون مجلّدات الذات ويعترفون بالخطأ ( إن وقع الخطأ ) ويتصالحون مع أنفسهم وضمائرهم ..، وقد فتحت الشاعرة رند الرفاعي ملفّها دون مواربة أو ذعر أو حسابات ضيّقة ..في قصيدة حميمة تسأل ذاتها وتتلاقى السؤال ..والنتيجة جمل شعرية باذخة وجميلة ..:

سألت ملامحُها العتيقةُ وجهَها:

ـ من أنتَ؟

أو قُلْ من أنا!؟

هل تهتُ فيكَ

وهل كلانا ملَّنا!؟

هل أنت منّي أم أنا شيءٌ مضى؟

هل غبتَ عنّي أم سئمت بما ترى؟

منذ البداية أعلنت عن قصائد أخرى سأقرأها وأضيفها إلى المجموعة المنشورة: ” أبجدية قلب ” ، ومن هذه الدرر التي سمحت لي الشاعرة بالاطلاع عليها ، قصيدة “الحبّ هو” التي تعكس مدى التطوّر الكبير الذي أنجزته بعد المجموعة الأولى ..فقد تصدّت إلى موضوع صعب وشائك ألا هو ” الحب ” ..، فكيف تطرّقت إليه وإلى تعريفه ..، خاصة وهو كالشِعر تماما مستحيل وصفه ، لقد اقتطعت من القصيدة ثلاث فقرات صغيرة ..وهي حقيقة محاولات جريئة لوصف من لا وصف له : السيّد الحبّ :

” الحبُّ شيءٌ

قد تبَرْعَمَ مثلَ وردٍ في البراري

دون ماءْ

شيءٌ تدفّقَ في الدماءْ

شيءٌ يقودُكَ مرغماً أعمى

وتتبعُهُ اشتهاءْ

شاهد أيضاً

مباريات الدربي

عبد الرزاق الداهش ——- قبل كل مباراة ديربي، ندخلُ في صداعٍ عن مكان المباراة، وتوقيتها، …