منصة الصباح

قبل أول مبارياته في تصفيات كأس أفريقيا..

يعد البنزرتي مخزن أسرار كرة القدم التونسية  .. الأمر الذي يشكل نقطة قوة للمنتخب الليبي

16 محترفاً ضمن قائمة فرسان المتوسط يمثلون عائقاً أمام تطلعات نسور قرطاج

تواجد عديد اللاعبين الليبيين في الدوري التونسي يسهل من مهمة المنتخب الليبي في العودة بنتيجة مشرفة

الدقائق الأولى في المباراة ستكون حاسمة .. وإن تجاوزها منتخبنا بأمان سيتحكم في مجريات اللعب

يعود المنتخب الليبي لكرة القدم لمقابلة نظيره التونسي, بعد أقل من ثلاثة أسابيع من آخر لقاء جمعهما ضمن التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس أفريقيا للاعبين المحليين, لكن بتشكيلة مختلفة من كلا المنتخبين وفي تصفيات مسابقة أهم وأكثر صعوبة.

المنتخب الأول لفرسان المتوسط سيفتتح يوم 15 نوفمبر الجاري مباريات المجموعة العاشرة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس أمم أفريقيا القادمة (أفكون 2020) التي ستحتضنها ملاعب الكاميرون – كما هو مقرر حتى الآن, عندما يحل ضيفا على المنتخب التونسي في ملعب رادس, ثم يستقبل بعدها بأربعة أيام منتخب تنزانيا في ثاني مبارياته بالتصفيات.

وستكون هذه المباراة مختلفة بشكل كامل عن مباراتي تصفيات (شان 2020), فالتشكيلة الليبية  ستعزز بـ16 محترفاً, وكذلك التونسية المغايرة لاختيارات مدرب محلييها المنذر الكبير, والحسابات هذه المرة لن تشابه مباراتي أكتوبر الماضي, فلن تلعب التصفيات بنظام خروج المغلوب, حيث يخوض كل منتخب في المجموعة ست مباريات, قبل أن تتحدد هوية المترشحين, اللذين سيحتلان المركزين الأول والثاني.

ويتعين على لاعبي المنتخب الليبي المختارين على عجل من المدرب التونسي فوزي البنزرتي العائد حديثا لقيادة (فرسان المتوسط) التفوق على أنفسهم إن أرادوا الرجوع من ملعب رادس بالعاصمة التونسية بنتيجة إيجابية, لكن الأمر ليست مستحيلاً, لا سيما وأنهم يملكون خمس أسباب تمكنهم من مفاجأة منافسيهم والتقدم خطوة أولى نحو (أفكون الكاميرون) .. وهذه الأسباب هي : –

1- أسرار البنزرتي

بعد الخسارة الأخيرة أمام تونس في تصفيات (شان 2020) أعلن الاتحاد الليبي لكرة القدم عن التعاقد مع التونسي المخضرم فوزي البنزرتي مدرباً للمنتخب الليبي لكرة القدم.

هذه الخطوة أثارت جدلاً واسعاً في الشارع الرياضي الليبي, وعارضها الكثيرون لأسباب عدة, لكن البنزرتي الذي سبق له تدريب المنتخب في مناسبة سابقة (من 2007 إلى 2009) قد يمثل نقطة قوة للمنتخب الليبي في هذه المباراة.

فالرجل خبير بكرة القدم التونسية, وقد أشرف خلال سنوات ماضية على تدريب المنتخب التونسي (آخرها قبل عام تقريباً) وعدة فرق تونسية, وهو يمثل مخزن أسرار كرة القدم التونسية, بمعرفته لكل كبيرة وصغيرة عن لاعبي المنتخب التونسي, خاصة القادمين من المسابقة المحلية.

هذا الأمر عبّر عنه جيداً لاعب الترجي التونسي سعد بقير بقير بقوله قبل نهائي دوري أبطال أفريقيا في مايو الماضي, بين فريقه والوداد المغربي الذي كان يشرف عليه البنزرتي : “اللعب ضد فوزي البنزرتي سلاح ذو حدين , فنحن نعرف طريقة لعب البنزرتي، وهو أيضا يعرف إمكانياتنا”.

وهكذا, فقد يشكل وجود العجوز التونسي على رأس القيادة الفنية في إرباك للمنافس ويجلب نتيجة إيجابية لليبيا في أول مبارياتها بالتصفيات.

2- الطابور الخامس

منذ أن استخدم الجنرال القومي الإسباني فيدال عبارة (الطابور الخامس) إبان الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي, شاع استعماله يوما بعد آخر , لتصبح مصطلحاً يقصد به الجواسيس والعملاء الساعون لتقويض نظام ما من داخله, لكننا سنستخدمه (مجازاً) هنا للتعبير عن إحتراف العديد من اللاعبين الليبيين في البطولة التونسية مؤخراً.

وتسبب توقف المسابقات الليبية منذ شهر أبريل الماضي بسبب تردي الأوضاع الأمنية في هجرة العديد من اللاعبين الليبيين إلى تونس, من بينهم حمدو الهوني لاعب الترجي, أنيس سلتو ومهند عيسي (إيتو) لاعبا النجم الساحلي, هيثم ضانة مدافع هلال الشابة وعلي معتوق ظهير  الملعب التونسي, وكل هؤلاء اختارهم البنزرتي ضمن قائمة ضمت 28 لاعباً دخلت معسكرا تحضيرياً استعدادا لمباراتي تونس وتنزانيا.

وسيمنح تواجد هؤلاء اللاعبين في البطولة التونسية المنتخب الليبي قدرة على المناورة, كونهم قد تعودوا على الأجواء هناك وعرفوا بعضا من لاعبي المنتخب التونسي عن قرب .. ما قد يساعدهم في تقويض أحلام نسور قرطاج في نيل فوز سهل.

3- إضافة المحترفين

16 لاعباً ليبيا ينشطون خارج البلاد ضمتهم القائمة الأولية للبنزرتي, ما يعني أن المنتخب الأول سيكون مختلفا بشكل كامل عن منتخب المحليين الذي خسر مباراتيه أمام محليي تونس في تصفيات (شان 2020).

ويبرز حمدو الهوني وأحمد بن علي كأهم محترفين في قائمة المنتخب الليبي , فالأول يمر بفترة تألق مع الترجي التونسي, وبعد كل مباراة يخوضها يزداد تعلق جماهير بطل الدوري التونسي به, ويؤكد أنه أحد نجوم الفريق الكبار .. أما الثاني فهو (رمانة الميزان) لخط وسط كروتوني الإيطالي, حيث ساهم بنصيب وافر في وضع فريقه ثانياً في جدول ترتيب فرق الدوري الإيطالي للدرجة الثانية, الأمر الذي قد يعيد الفريق القادم من مقاطعة كالبريا قريبا إلى دوري الأضواء.

ورغم أن الإنصاف يفرض علينا القول أن محترفي المنافس أعلى كعبا – من حيث الخبرة ومستوى الأندية التي يلعبون لها – من محترفينا, فإن وجود هذا الكم غير المسبوق من المهاجرين خارج الديار في صفوف فرسان المتوسط  يعطيهم حظوظا أكبر من أي وقت مضى في مقارعة المنتخبات الإفريقية في عقر دارها.

4- التأثير التاريخي

من بين كل منتخبات شمال أفريقيا, يعتبر المنتخب التونسي الأكثر عرضة للخسارة في المواجهات التي تجمعه بمنتخبنا, ففي 19 مواجهة رسمية جمعت فرسان المتوسط  بنظيرهم التونسي, حققوا الفوز في 6 مباريات وتعادلوا في 3 وفقدوا نتيجة 10.

ورغم أن آخر فوز (رسمي) لليبيا يعود إلى أكتوبر 2017 (في تصفيات كأس افريقيا للمحليين التي نظمت بالمغرب) فإن رفقاء بن علي يبدو قادرين على وضع المنتخب الوطني مجدداً على سكة الانتصارات في مواجهاته مع تونس, والعودة إلى زمن كانت كلمة ليبيا هي العليا في مباريات المنتخبين, وهو الزمن الذي بدأ سنة 1979 بمباراة الذهاب في التصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية بموسكو , عندما دكت ليبيا شباك تونس بثلاثية ناصر بلحاج وفوزى العيساوي وجمال أبونوارة .

5- اللعب دون ضغوط

عبر تاريخها الممتد لـ60 عاماً, لم يصنع الليبيون تقاليد عريقة لهم في بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم , واكتفوا بالظهور 3 مرات فقط في 32 نسخة لعبت من البطولة القارية.

هذا التاريخ (غير الكبير) يحرر لاعبينا من الضغوط , فهم غير مطالبين بتحقيق أية نتيجة إيجابية, في ظل الظروف التي تعانيها كرة القدم الليبية حالياً.

وهذا الأمر إن أحسن البنرزتي نقله إلى اللاعبين قد يساعد في العودة بنتيجة إيجابية, والتلاعب بأعصاب الخصم ونقل الضغط إليه يتوقف على الدقائق الأولى من المباراة , فإذا أحسن لاعبونا الوقوف في أماكنهم وتعاملوا ببرودة أعصاب مع الضغط الهجومي المتوقع من المنتخب التونسي في بداية اللقاء, سيمكنهم التحكم في مجريات اللعب.

6- رادس ملعبنا

لا يشكل اللعب على أرض الخصم عائقاً أمام لاعبي المنتخب الليبي, فهذا الجيل من اللاعبين لم يلعب على أرضه تقريباً, وبينما يعتبر البعض هذا الأمر عاملاً مثبطاً, فقد يشكل ميزة لهم.

اللاعبون الليبيون (المحرومون) من دعم الجمهور لسنوات عديدة تكيفوا مع هذا الواقع وبالتالي لن يؤثر فيهم اللعب على أرض الخصم, وستكون بالنسبة لهم مباراة عادية مجردة من عامل الأرض والجمهور.

ليبيا   X تونس

19 مواجهة رسمية بين المنتخبين

6 انتصارات للمنتخب الليبي

10 انتصارات للمنتخب التونسي

3 تعادلات بين المنتخبين

24 مباراة دولية (رسمية وودية) لعبت بين المنتخبين

7 منها فاز بنتيجتها المنتخب الليبي

13 انتهت لصالح المنتخب التونسي

4 كان التعادل الفيصل فيها بين المنتخبين

أول مباراة بين المنتخبين كانت في عام 1957 ضمن منافسات الدورة العربية الثانية بيروت وانتهت بتفوق تونس 3/2.

آخر اللقاءات الليبية – التونسية لعب قبل ثلاثة أسابيع في التصفيات المؤهلة لـ(شان 2020) وكانت نتيجته 2/1 لصالح تونس.

مباراة المنتخب الليبي الأول لكرة القدم في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا (أفكون 2020) أمام تنزانيا في الـ19 من الشهر الجاري هي البوابة الحقيقية لتواجده في النهائيات المقرر إقامتها شهر يناير القادم في الكاميرون.

المباراة المحسوبة على أرض ليبيا ستكون في متناول فرسان المتوسط, عطفاً على نتائج منافسهم التنزاني , والمواجهات السابقة بين المنتخبين وبالتعويل على مساندة الجماهير الليبية لمنتخبها.

في آخر ست مباريات لعبها, لم يستطع المنتخب التنزاني الفوز إلا واحدة , أمام سودان 2/1, في التصفيات المؤهلة لبطولة أفريقيا للاعبين المحليين المقررة في الكاميرون العام القادم.

وبعد أن اعتقد أحباء منتخب (نجوم كليمنجارو) بتطور أداءه إثر تأهله إلى نهائيات أمم أفريقيا 2019 التي أقيمت في مصر الصيف الماضي, جاءت نتائجه السلبية لتخيب آمالهم, حيث فقد نتيجة مبارياته الثلاثة أمام الجزائر 0/3, كينيا 2/3 والسنغال.

واستمرت النتائج (غير الجيدة) لتنزانيا بعد (الأفكون), فلم تحقق الفوز إلا في 3 مباريات, لكن لا يمكن اعتبار ماحققته سلبيا, إذا أنها لم تخسر إلا مرة واحدة , وأنهت بقية مبارياتها بالتعادل.

وتخبرنا نتائج نجوم كليمنجارو أنهم يملكون دفاعا لا بأس به, لكن في المقابل يفتقدون للقوة الهجومية , إذ اكتفوا بتسجيل 5 أهداف في 7 مباريات.

كما أن مباراة تنزانيا ستحدد بشكل كبير وضع المنتخب الليبي في مجموعته (العاشرة) ونسبة تأهله إلى النهائيات.

فبعد مباراتين من أصل ست, تبدو الملامح الأولية للمنتخبين القادرين على التأهل في الظهور, ويبدأ المتعثرون في مراجعة حساباتهم .. ولحسن حظ هؤلاء فإن التصفيات لن تستأنف إلا في أغسطس من العام القادم, مما يعني فرصة لإعادة الحسابات.

ويتمنى الجمهور الليبي أن يدخل منتخبهم مباراته الثالثة برصيد لا بأس به من النقاط, وإن كانوا لا يعلمون – شأنهم شأن الوسط الإعلامي – من سيقود المنتخب حينها, فعقد البنزرتي يمتد لستة أشهر فقط .. وإلى موعد تلك المباراة سيستعين الجميع بالقول المأثور عندنا : ” خليها على الله”.

شاهد أيضاً

بحضور المدير التنفيذي للمؤسسة الوطنية للإعلام: اختتام الدورة التي اقامتها هيئة الصحافة في مجالات الادارة الحديثة

اختتمت اليوم الخميس 21 نوفمبر بالهيئة العامة للصحافة الدورة التدريبية التي نظمتها الهيئة العامة للصحافة …