الطب تعليم مستمر
مع قهوة الصباح
بقلم: د . المهدي الخماس
عندما يكتب أحدنا عن معاناة الطبيب وانعكاس تلك المعاناة على القطاع العام وعن معاناة التعليم الطبي وانعكاسها على نوعية الطبيب فهو يكتب من واقع. فلا داعي أن نغمس الرأس في الرمل ونصيح بأعلى صوت أهو جاي ينظر علينا.
فالقصة ليست تنظير. القصة واقع نعيشه يوميا ولو كان الليبي عايش فوق قمة ايفريست.
الليبي له أهل وأصدقاء وجذور وزملاء مهنة وإرادة في تتبع مايجري في أمور الطب والتعليم الطبي. عندما يجري مريض السكري تحاليل السكري والدهون في مركز تعليمي ويستلم التحليل مكتوبا بخط اليد مشيرا الى أن مستوى السكر لايزيد عن التسعين وأن الدهون في معدلها الطبيعي فالأمر عند الطبيب المعالج مفرح جدا.
ولكن عندما نعرف أن هذا المريض لم يري مستوى السكر أقل من مئتان لأكثر من عشر سنوات. بسرعة تأتي الشكوك بوجود خطأ معين.
في هذه الحالة يجبر المريض على إعادة التحاليل في القطاع الخاص وتكون النتيجه أن السكر عالي والتراكمي عالي والدهون ليست تحت السيطرة.
وهنا يكمن الخطر. ماذا لو تم تعديل الدواء حسب تحاليل المستشفى وتم انقاص دواء السكري.
وكما ذكر الكثير من الزملاء في تعليقات سابقة عن طريق الفيس بأن المستشفيات العامة فرغت من أدنى مستويات الجودة. فإذا كان الأمر كذلك فكيف نلوم الأخصائي على الدواء الخطأ. وكيف نلومه على المستوى المتدني من التشخيص والعلاج.
الأمر مستفحل والمريض بين المطرقة والسندان. لاعارف يمشي للعام أو يذهب للخاص أو الأفضل الذهاب الى تونس. الطبيب اصبح يذهب بأسرته الى تونس. المؤتمرات الكثيرة لن تغير الواقع. ولن تحسن الجودة وفاقد الشي لايعطيةً. ربما احسن وضعية بعض الجيوب.
ربما ورش العمل على مستوى المستشفيات وكليات الطب والمصحات تساعد بالتحسين من خلال خطوات عملية. الدورات العملية تساعد في التشخيص والحل والتنفيذ. تساعد في متابعة التطبيق وفي تنفيذ بعض الأفكار المطروحة في ورشة العمل. ربما من نعتقد أنهم القيادة هم مكمن الداء وعليهم حضور هذه الدورات للإستفادة وإعادة التأهيل بدل وضعهم على كرسي المعلم.
كفى تنظير. وفق الله كل من أراد بالطبيب والمريض خيرا ومن علم حرفة الطب بطريقة صحيحة. ووفق الله كل من لم يخجل ويعترف بأن الطب مدرسة حياة يومية. يعني أنت تلميذ طول حياتك.