منصة الصباح
جمعة بوكليب

حكاية من زمان

زايد…ناقص

قضيتُ سنواتِ صباي أدعوه “تِمْ تِمْ”، كما يظهر اسمه في السلسلة التي تنشرها أسبوعيًا مجلة سمير المصرية للأطفال.

وحين كبرتُ، عرفتُ صدفةً ان اسمه الأصلي “تِنْ تِنْ” وليس ِ”تمْ تِمْ.” وأن مبدع الشخصية ليس عربيًا بل رسام كاركاتير بلجيكي اسمه جورج ريمي ويوقع رسوماته باسم هيرغي وتوفي في عام 1983. وأن السلسلة بدأت الصدور بالفرنسية في عام 1929.

في سنوات الصبا، كانت مجلتا سمير وميكي المصريتان مصدرين مهمّين للمتعة لكل الأطفال في عديد من بلدان العرب. وكنتُ أميل لقراءة مجلة سمير. وكانت مغامرات ِ”تمْ تِمْ” وكلبه “ميلو” وصديقه “الكابتن هادوك” المفضلة لديّ ولكثيرين أمثالي.

من المغامرات، التي مازلت أذكرها، تلك التي سافر فيها الثلاثة في رحلة طويلة على الأقدام. وحين حلّ الظلامُ قرروا النوم في المكان الذي وصلوه، بأمل استئناف الرحلة صباح الغد. وحين حلّ الصباح واستيقظوا، وأطلوا برؤوسهم من خارج الخيمة التي ناموا فيها، تبيّن لهم أنهم قضوا الليلة نيامًا في شارع عام، وأنّهم تسببوا في عرقلة المرور في الشارع، مما اثار عليهم سخط سائقي المركبات والمارة وشرطة المرور.

في عام 1971 سافرتُ رفقة صديق إلى تونس في سيارة أجرة. وصلنا مدينة صفاقس في ساعة متأخرة من الليل. ورمانا السائق المرهق بلا مبالاة أمام أول فندق قابله. نمتُ أنا وصديقي في غرفة صغيرة جدًا وفقيرة جدًا. ونظرًا لشدة التعب والإرهاق، ارتمى كل منّا على سريره بملابسه، ونمنا مثل قطعتي حجر.

استيقظنا من النوم منزعجين على دوشة عربات وسيارات وصياح بشر. الساعة كانت تشير إلى الخامسة والنصف صباحًا.

استغربنا من علو الضجيج، ونظرت من النافذة الصغيرة استطلع الأمر. فاكتشفت أن الفندق يقع في وسط سوق شعبي.

فضحكت بصوت عالٍ. سألني صديقي عن سبب الضحك. رويتُ له ما حدث في مغامرة (تِمْ تِمْ وكلبه والكابتن هادوك.) فلعنَ سلسفيل ثلاثتهم، وصمم على مغادرة الفندق في الحال!

جمعة بوكليب

شاهد أيضاً

حُرُوبُ الإعْلَامِ… وزَعْزَعَةُ الوِئَامِ

        منذ القدم لم تكن الحروب تخاض بالقوة العسكرية فقط، بل تدار أيضاً بالإعلام وإن …