محطة
هاشم شليق
صدر تقرير جديد عن مركز بيو للأبحاث مفاده أن الإسلام ينتشر والنصرانية تتراجع حيث نما المسلمون بوتيرة أسرع من أي دين آخر ..
ومن اللافت للنظر حدوث هذا التغيير الجذري خلال عشر سنوات..وقد أرجع التقرير نمو الإسلام إلى صغر سن المسلمين بمتوسط عمر يبلغ حوالي 24 عاما مقارنة بمتوسط عمر عالمي لغير المسلمين يبلغ حوالي 33 عاما..فمن بين الشباب مقابل كل شخص حول العالم يعتنق المسيحية هناك ثلاثة أشخاص نشأوا مسيحيين ثم يتركونها..
ووفقا للدراسة توجد أكبر نسبة من المسيحيين حوالي 31 % في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى..وقد خلص التقرير إلى أن التحول الديني العكسي الذي يُلاحظ بأعداد كبيرة بين المسيحيين أسهم في الإرتفاع العالمي لعدد الأشخاص غير المنتمين دينيا..
ففي عام 2020 لم يُحدد ما يقرب من ربع سكان العالم دينهم..ومن المتوقع أن ينمو الإسلام ليصبح أكبر ديانة في العالم في السنوات المقبلة ما لم تتغير خطوط الإتجاه..
وذكرت تقارير مختلفة أن الهجرة العالمية لعبت دورا هاما في إنتشار الإسلام لا سيما في القرنين العشرين والحادي والعشرين..
حيث أدت هجرة العمالة إلى أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية ودول الخليج إلى انتقال ملايين المسلمين إلى مناطق جديدة..
وعلى سبيل المثال توجد الآن جاليات مسلمة كبيرة في فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والولايات المتحدة..كما ساهمت حركات اللجوء بسبب الصراعات في الشرق الأوسط وجنوب آسيا وأفريقيا في توسيع الوجود الإسلامي عالميا..
والتالي عدد من النقاط ربما تستفيد منها الدولة في المساهمة في نشر الإسلام تم جمعها بعد متابعة عدد من أدوات الذكاء الاصطناعي حيث غالبا ما تُنشيء الجاليات مساجد ومدارس ومراكز ثقافية..ويساهم التبادل الثقافي والتزاوج في المجتمعات متعددة الثقافات في تعزيز التفاهم الديني والتحول الديني والاندماج..
كما تطورت دعوة الآخرين لفهم الإسلام من الوعظ التقليدي إلى جهود أكثر استراتيجيةً ومؤسسية..حيث تعمل المنظمات والدعاة بنشاط على الترويج للتعاليم الإسلامية من خلال المحاضرات والكتب والأعمال الخيرية والحوار بين الأديان..
وقد وصلت شخصيات بارزة إلى جماهير عالمية من خلال الدفاع عن الإسلام ومقارنة الأديان..
ولا تركز العديد من جهود الدعوة على التحول إلى الإسلام فحسب بل على تصحيح المفاهيم الخاطئة وتعزيز التضامن المجتمعي..
كما أن لتصوير الإسلام في وسائل الإعلام أبعاد إيجابية وسلبية ولكنه بلا شك وسّع نطاق الوعي..
فغالبا ما تُسلط وسائل الإعلام الرئيسية الضوء على القضايا السياسية والإجتماعية التي تُهمّ الدول والمجتمعات الإسلامية..وهو ما وإن كان مثيرًا للجدل أحيانا يُعزز الوعي العالمي بالإسلام.
.وتوفر وسائل الإعلام الإسلامية منصات لعرض وجهات النظر الإسلامية حول الأحداث العالمية وتُعزز المحتوى التعليمي..
حيث تتضمن الأفلام والوثائقيات والبرامج التلفزيونية بشكل متزايد شخصيات وقصصا إسلامية..مما يُرسّخ الهويات الإسلامية في السرديات العالمية..
وقد أحدث الإنترنت ثورة في نشر المعرفة والهوية الإسلامية في العصر الرقمي..
حيث تُقدّم المنصات الإلكترونية يوتيوب وإنستغرام وتيك توك وتويتر علماء إسلاميين ومؤثرين ومعتنقي دين جديد يشاركون رحلاتهم وتعاليمهم..
كما تُقدّم المواقع الإلكترونية والتطبيقات ترجمات للقرآن الكريم وأوقات الصلاة والفتاوى والدورات التعليمية..
حيث تُمكّن المجتمعات الافتراضية المسلمين وغير المسلمين على حد سواء من المشاركة في الحوار وطرح الأسئلة والوصول إلى الموارد بسهولة دون الكشف عن هويتهم..
وقد وصلت حملات الدعوة الرقمية إلى ملايين الأشخاص حول العالم وخاصة الأجيال الشابة من خلال محتوى جذاب وذو صلة..
يُعدّ انتشار الإسلام ظاهرة متعددة الأوجه تتأثر بالقوى التقليدية والحديثة على حد سواء..فالهجرة تُعزّز الحضور المادي والتكامل الثقافي والدعوة تُتيح تواصلا روحياً وفكريا ووسائل الإعلام تُعزّز الرؤية والحوار والإنترنت يُسهّل الوصول الفوري وغير المحدود إلى المحتوى الإسلامي..
وتُسهم هذه العوامل مجتمعة في تشكيل نمو الإسلام ورؤيته العالمية..ويستوجب ختاما الإشارة هنا إلى أن محاولات التبشير بالمسيحية تتركز في دول جوار البلدان الإسلامية لمواجهة المد الإسلامي في نصف الكرة-الأرضية الشمالي..
لذلك تتوفر لدينا إمكانية الإستفادة من المليون حافظ للقرآن الكريم في بلادنا من حيث نقل الجانب النظري إلى البعد التطبيقي..
خاصة في ظل تزايد نسبة المسيحية جنوب دول الساحل والصحراء..