منصة الصباح

يوم للصحافة ام للحرية!

فتحية الجديدي

لا مناص بأن حرية الصحافة تُعد بمثابة الضلع الثالث لبناء العمل الصحفي الجاد تبعا للمعايير والشروط المهنية، وحرية التعبير هي المساحة المنطقية التي تُبرر ضرورة وجود الصحافة أصلا داخل المشهد العام، وتضمن لها حاضنة بيئية سويّة لتُكسبها القدرة على التأثير وتوجيه مسار الأحداث.

لكن ربما المفهوم حول حرية الصحافة غالبا ما يأخذ أبعادا ملتبسة لا تخلو من المبالغة ذات التصور الطوباوي لاسيما لدى بعض من يتطلعون إليها فالصحافة على سبيل المثال في الدول الصناعية الكبرى ترتبط ارتباطا وثيقا بالمؤسسة الرأسمالية حيث يتسع ويضيق هامش التعبير الحر وفق أجندة تلك المؤسسة.

لنكتشف أن رأس المال هو المحرك الفعلي للصحافة حتى حين نلمس تأثيرا للصحافة على صانع القرار فهو في حقيقته الجوهرية محض ضغط تمارسه المؤسسات الرأسمالية الربحية دفعا لتحقيق مصالحها النفعية. مما يؤشر بوجه ما إلى ما أشرنا إليه آنفا من أن حرية الصحافة ليست مطلقة ! وفي الدول النامية تخضع الصحافة بشكل مباشر إلى التدجين لاحتواء احتمالات تأثيرها وانعكاسها على المجتمع والنخب السياسية كون أن رأس المال لدى هذه الدول لازالت الطبقات الحاكمة تستحوذ على حصة الأسد منه ، إذن الصحافة ربما تدور بصورة أو بأخرى وسط إطار واحد وإن غرّتنا الدعاية المظاهر البراقة .

شاهد أيضاً

صلاح البلاد في إصلاح التعليم

للتذكير جيل الخمسينات وانا أحدهم كانت الدولة حديثة العهد وتفتقر للمقومات ، والمجتمع يعاني متلازمة …