منصة الصباح

مسرح التلفزيون

مفتاح قناو

بدعوة كريمة من فرقة البيت الفني للمسرح والأعمال الدرامية حضرنا يوم السبت الماضي وقائع تأبين الفنان الراحل عبد الله الشاوش رحمه الله، وقد لفت انتباهي في بداية التأبين تقديم عرض مسرحي متلفز لجزء من مسرحية ( ممرات أمنة ) للكاتب البوصيري عبد الله ومن إخراج الفنان عبد الله الزروق.
هذا العرض ذكرني بفن من الفنون كان معروفا في مصر بداية الستينيات من القرن العشرين هو (مسرح التلفزيون)، حيث كان التلفزيون المصري يعاني من قلة المواد الدرامية التلفزيونية الصالحة للعرض، لذلك قام التلفزيون المصري منذ افتتاحه عام 1961م بإنتاج وتقديم أعمال تلفزيونية جديدة بغية سد النقص فيما يعرضه على المشاهدين من أعمال، ومن الأفكار التي اعتمدها التلفزيون المصري في ذلك الوقت المبكر من عمره ما عرف بمسـرح التـلفزيون وقد كانت بداية الإنتاج هي عام 1962م ، ولكن ما هو مسرح التلفزيون ؟

مسرح التلفزيون هو إنتاج درامي يعتمد على تقديم عرض مسرحي كامل داخل استوديوهات التلفزيون بدون حضور جمهور، ويتم تصويره بحرفية عالية من كاميرات التلفزيون لغرض عرضه على الجمهور في ساعات البث اليومية.
وبدأ مسرح التلفزيون في مصر عام 1962م بتكوين ثلاث فرق مسرحية خاصة بمسرح التلفزيون هي فرق الحرية، والنهضة، والسلام، وفي العام التالي انضمت فرق أخرى منها الفرقة الكوميدية، وفرق الشعب، والنصر، والتحرير، لتصبح سبع فرق مسرحية عاملة داخل التلفزيون المصري أنتجت في عام 1963م فقط حوالي 25 مسرحية تلفزيونية، حيث كانت المنافسة بين الفرق قوية، وقد أخرجت هذه الفرق المسرحية التلفزيونية أهم نجوم الكوميديا بعد ذلك مثل عبد المنعم مدبولي، وفؤاد المهندس ومحمد عوض وغيرهم كثيرون.
وعندما نعرض لمشكلة المسرح في بلادنا، وما تعانيه من تدني مستوى العروض المسرحية إلى انقطاعها لسنوات طويلة، إضافة إلى عدم توفر المسارح الصالحة لإقامة المهرجانات، فإننا نرى أن مشروع مسرح التلفزيون مناسب جدا لمحاولة إيجاد نهضة مسرحية جديدة، وإنعاش للفرق المسرحية في ليبيا، فهذا النوع من المسرح لا يحتاج إلى ركح مسرحي كبير، بل يكفي وضع الديكور المناسب للعمل المسرحي داخل استوديوهات التلفزيون، وتصوير العرض المسرحي كاملا، ثم تقديمه للمشاهدين مع فقرات البرنامج العام.
هذه الطريقة البسيطة وغير المكلفة ستحقق للفن المسرحي والفنانين في ليبيا نقلة نوعية كبيرة، وتجاوز لحالة الركود التي يعيشها المسرح الليبي حاليا، حيث يمكن للفنانين المشاركة في الأعمال المسرحية التي ستعرض من خلال مسرح التلفزيون، والذي بدوره سيحقق لهم انتشارا فنيا كبيرا بين المشاهدين، كما سيوفر للمحطات التلفزيونية المنتجة أعمالا درامية ليبية كثيرة ومتنوعة يمكن تقديمها وعرضها للأجيال القادمة حفظا لذاكرة المسرح الليبي.

شاهد أيضاً

عيد الوحدة الوطنية

مفتاح قناو في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي كنا طلابا في المدارس الابتدائية، وكان …