منصة الصباح

مدفع الإفطار تاريخه وعودته من جديد لطرابلس بعد غياب لسنوات

مدفع الإفطار تاريخه وعودته من جديد لطرابلس بعد غياب لسنوات

 

مدفع الإفطار.. تقليد ارتبط في طرابلس بشهر رمضان المبارك منذ سنوات طوال.. توقف خلال السنوات الماضية ولكنها عاد من جديد هذه السنة.
بلدية “طرابلس المركز” أشرفت على إعادة مدفع الإفطار بعد غيابه منذ عام 1975، ودعت سكان المدينة للمشاركة في المراسم المخصصة التي أقيمت في ميدان الجزائر، وسط طرابلس.
ولكن تقليد مدفع الإفطار بدأ في مصر سنة 865 هجريا 1439ميلادية ، وجاء من قبيل الصدفة لا أكثر، وهناك روايات ثلاث حول أصل إطلاق مدفع الإفطار في مصر، أولها عندما أراد السلطان المملوكي خوشقدم، أن يجرب مدفع جديد عند غروب الشمس في شهر رمضان، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين لموعد الإفطار، فخرج أهالي القاهرة ليشكروا السلطان الذي قرر استمرار إطلاق المدفع بالإضافة إلى مدفع السحور والإمساك.
الرواية الثانية كانت في عهد الخديوي إسماعيل، حيث أن بعض الجنود كانوا ينظفون أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة كان لها صوت عالي في سماء القاهرة، وقت أذان المغرب في أحد أيام رمضان، فالشعب ظن أن الحكومة اتبعت تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، وعندما علمت فاطمة ابنة الخديوي إسماعيل بموقف الشعب، أصدرت فرمان باستخدام المدفع عند الإفطار والإمساك وفي الأعياد الرسمية.
أما الرواية الثالثة، فكانت في عهد محمد علي باشا الذي أراد يجرب أحد المدافع التي وصلت من ألمانيا، وتصادف ذلك مع المغرب في أول أيام رمضان، فظن الشعب أن الحكومة أرادت تنبيههم بموعد الإفطار، فأعجبتهم الفكرة وتحدثوا عنها، فما كان من محمد علي إلا التنبيه على استمرار التجربة طوال الشهر.
أيًا كانت الرواية الحقيقية لكن المدفع استمر يعمل بالذخيرة الحية حتى سنة 1859، وعندما امتد العمران حول القلعة مكان المدفع وظهرت مدافع تعمل بذخيرة غير حقيقة تم الاستبدال، خاصة أن في شكاوى كثيرة وردت بشأن تأثر مباني القلعة بالذخيرة الحية.
وبعد اهتمام المصريين بمدفع الإفطار، انتشرت الفكرة بين الدول العربية، فبدأت تنتشر في الشام ثم بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، ومنها انتقلت لدول الخليج واليمن والسودان وليبيا ودول غرب أفريقيا ودول شرق أسيا.
وفي ليبيا تربع مدفع الإفطار على السرايا الحمراء بطرابلس قبالة البحر، حيث كان منتصبا في أحد أقواس السراي الحمراء، ومنذ سنوات لم يعد يسمع إلا صوته في الإذاعة المسموعة في أيام رمضان والذي يبدو أنه تسجيل قديم يوم كانت اطلاقة مدفع رمضان تنقل مباشرة من عين المكان .
كان صوت طلقات المدفع تقليدا رائعا وجميلا في طرابلس، وكان صوته يدوي إلى أن يصل إلى تاجوراء حيث لم تكن تعترضها الجدران الخرسانية والإسمنتية الحالية لتعلن للصائمين عن نهاية يوم من أيام شهر رمضان المبارك.
كانت ذخيرة المدفع صوتية تنبه الغافلين عن أوقات الصلاة أو الإفطار أو السحور ، وكان هذا التقليد يبدأ مع بداية الشهر بإطلاق عدد من الطلقات إعلانا لبدء شهر رمضان لتكون بعدها طلقة واحدة كل صلاة ومنها بطبيعة الحال طلقة الإفطار (آذان المغرب) ثم أخيرا طلقة الإمساك التي تنبه الصائمين إلى ضرورة الإمساك.
واليوم عاد هذا التقليد من جديد إلى طرابلس لينبه الناس بانتهاء يوم جديد من أيام الشهر المبارك.

الوسوم: مدفع الإفطار، شهر رمضان، السرايا الحمراء

شاهد أيضاً

تقرير| الدبيبة يناقش مع مسؤولي التربية والتعليم أوضاع المشاريع المتوقفة والامتحانات

اجرى رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، اجتماعا موسعا عقد بديوان مركز المناهج التعليمية …