منصة الصباح

قرار صائب جدا

بلا ضفاف

عبد الرزاق الداهش

ماليزيا غادرت نحو شاطىء التقدم بقارب اسمه التعليم، تحت لافتة: أمة أقرأ لا يمكن ان تكون جاهلة.
سنغافورة التى اجهش رئيس حكومتها بالبكاء لأنه سيدير دولة تفتقر حتى لمياه الشراب، صارت تنتسب لنادي التقدم “بمستر كي” اسمه التعليم.
امريكا عندما اكتشفت ذات حقيقة تفوق الاتحاد السوفيتي في قطاع الفضاء، استنفرت كل راسمالها البشري.
وكان تقرير: “أمة في خطر”، وخلاصته: لو كان تعليمنا أفضل لما سبقونا.
مشكلة التعليم في ليبيا بنيوية، قبل أن تكون هيكلية، وتتعلق بخيارات، ومشروع وطني، قبل الكلام عن اختيار إدارات.
كيف يكون لدينا معلم على كفاءة عالية، يربي شغف المعرفة لدى الطالب، ويرفع معدل فضوله المعرفي، ويحسن من تحصيله العلمي، ويكسبه المهارات، وإلخ؟
كيف تكون لدينا بيئة تعليم حاضنة، وليست طاردة للمعلم، والطالب في آن، وخاصة في هذا الظرف؟
كيف يكون لدينا منهج غير تلقيني، يصنع الإنسان القادر على التخطي، والتخيل، وينتج الكوادر، بدل تفريخ النمطيين، وحتى الأميين مهنيا؟
وكيف نضبط مدخلات التعليم، ونرتقي بجودته، من أجل مخرجات تقدم قيمة مضافة للاقتصاد الوطني؟
هذه الأسئلة وغيرها تحتاج إلى مجلس أعلى للتعليم، لتشكل أجوبتها مشروع مارشال ليبي لإعادة إعمار المدرسة.
التعليم أكبر من أن يوضع في ذمة وزير، أو وزارة، فهو مشروع وطني، وأمن قومي، ورؤية شاملة.
لا يمكن أن أن يكون التعليم منتجا بأقل جودة، بمنهج تلقيني بائس، ووعاء زمني ضيق سواء من عدد أيام التمدرس أو ساعات الدراسة اليومية، ومعلم لا يملك الحد الأدنى من شروط الجدارة.
قرار تأسيس مجلس أعلى للتعليم صائب جدا، وأكثر من صائب، وقد تأخر أكثر من ثلاثين عاما.

شاهد أيضاً

فتح أبواب المدارس أيام السبت لطلبة شهادتي الأساسي والثانوي

  الصباح وجه وزير التربية والتعليم موسى المقريف اليوم كتابا الي مراقبي الوزارة بالبلديات، وجه …