منصة الصباح

صيد العرسان

صيد العرسان
___
فتحية الجديدي

موقع على أحد منصات التواصل الاجتماعي يحمل اسم «خطابة ليبية» لزاوج ليبيين «على سنة الله ورسوله»، ربما يظهر العنوان طويلًا وقد حاز على إعجاب أكثر من 290 معجبا ويحمل صورة فتاة قد تظهر ملامحها بأنها صغيرة في السن ولا تتعدى الثلاثين من العمر.
لكن السؤال هل تستطيع هذه المرأة تحمل مسؤولية هذا المشروع المهم في الحياة ؟ هذا ما طرحته على نفسي في بادئ الأمر، اعتقادًا مني بأن إيجاد فرصة للتعارف عبر الفضاء الإلكتروني دون الأخذ بمحاذير عدة قد تكون في غاية الخطورة ومدى قناعتي بهذه الطريقة في التعارف من عدمها ، لكنني لم أتوقف عن التساؤلات حول هذه الصفحة الموجودة والتي تزورها الكثيرات ممن هن في سن تسمى «حرجة» لكنهم ناضجات.
وعند قراءتي للمناشير الموجودة حولها وجدت رسائل بريدية تحمل معلومات عن سيدات يبحثن فعلًا عن أزواج عبر الإنترنت وهن من شرائح مختلفة «طالبات وموظفات وربات بيوت» ومن أعمار مختلفة بين الثلاثين والأربعين ، يطرحن مواصفات خاصة بالعريس شكلًا ومضمونًا مع اشتراطات يرينها من ضروريات الاستقرار العائلي وضمانة للمستقبل ، وآنسات أخريات من الموظفات يطلبن عبر الصفحة زوجًا ويكتبن (طالبة راجل بالحلال) ، وكأن من هم خارج هذا البراح ليسوا كذلك! وترد مشرفة أو صاحبة الصفحة بأن الطلبات لابد وأن ترسل عبر البريد المخصص لها ، وهنا ما زاد من فضولي لمعرفة تفاصيل أكثر عن موقع تم تصميمه من أجل «صيد العرسان» وبطريقة تكاد تصل إلى تتفيه العقل وتسليع المرأة حسب الطلب ، والسؤال هنا : هل وصلنا إلى هذا الحد من فقدان الثقة في أنفسنا حتى نكلف الآخرين بمصائرنا ؟ هل المرأة تحتاج إلى خطابة تحل محلها لإيجاد زوج بالفرازة ؟ وهل فتياتنا اضمحل تفكيرهن واهتزت شخصياتهن لتصل إلى نشر مطالبهن الحياتية ومشاريع الاجتماعية المتعلقة بهن على حائط إلكتروني ليتحولن إلى «فيترينات» للاختيار!
الأمر في غاية الخطورة ، عندما تفكر المرأة في الزواج بهذا الشكل وهي الموظفة المحترمة والطالبة الطموحة والابنة التي يعتمد عليها ، لأن الزواج مشروع حياة له قيمته وقدسيته ومعاييره أيضًا من نواحٍ عديدة ولا يمكن الاستخفاف به من خلال وصاية لحصد اكبر قدر من المعجبين والمتفاعلين عبر فضاء الإلكتروني يسمح بالتعدي على الخصوصية ويلغي القيم الإنسانية

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …