منصة الصباح
منصور بوشناف
منصور بوشناف

جدلية الحبس والابداع -1

جدلية الحبس والابداع -1

منصور بوشناف

منذ منتصف سبعينيات وطوال ثمانينيات القرن الماضي شهدت ليبيا حملة اعتقالات واسعة وشرسة,  تلك الحملة لم تكن ضد انقلابين ولا قادة ثورة ولا حزبيين معارضين بل كانت وبالدرجة الاولى ضد شعراء وكتاب قصة ومسرح ونقاد ادب, لم تكن ضد منظرين عقائدين مثلا,  كانت وببساطة تامة ضد من يعبرون عن انفسهم ويكتبون احاسيسهم ورؤاهم شعرا ونثرا,  كانت ضد ورثة رجب بوحويش ورفيق المهدوي وسيدي قنانه واحمد الشارف, كانت ضد الحالمين بالجمال والعدل والحرية, ضد منشيء قصيدة جديدة وقصة جديدة, كانت ضد صياغة الحلم على نحو مختلف .

تلك الحملة الطويلة والشرسة اقحمت الادب الليبي في معركة  ” الابداع والقيد ” في

“جدلية الحبس والابداع ” كما تعنونها الدكتورة  ” امينه هدريز ” في دراستها الحاملة لهذا العنوان .

في هذه الدراسة والتي كانت لنيل درجة الدكتواره,   تلج الباحثة الليبية امينة هدريز فضاءا ظل مغلقا وبعيدا عن غالبية المهتمين بالادب الليبي,  اعني السجن واداب السجن,  فلقد كان من الصعب القيام بهكذا عمل نقدي نظرا لعدم توفر مناخ وظروف ومتطلبات انجاز هكذا دراسات,  فانتاج  السجناء الليبين الثقافي ظل في صندوق الممنوعات ولايمكن فتحه ومعرففة ما بداخله,  وحتى من تمكن من الوصول الى بعض تلك النتاجات لم يكن بامكانه القيام بدراسته او نشر دراسته ان انجزها .

الباحثة امينه هدريز ولظروف خاصة تمكنت من الاطلاع على غالبية انتاج السجون الليبية الادبي وامتلكت الجرأة وسعة الصدر والاجتهاد لجمع الكثير منه ليكون مشروعها النقدي الاهم في مسيرتها الثقافية والعلمية .

في هذه الدراسة الموسعة والمنهجية بالتأكيد تتناول الباحثة انتاج سجناء الراي الليبين في الشعر والقصة القصيرة والمسرحية والتي كتبت بالسجون الليبية في الفترة الممتدة من عام 1973م وحتى عام 1987م .

شاهد أيضاً

التقشف الحكومي

مفتاح قناو في الفترة القريبة الماضية طلب محافظ بنك ليبيا المركزي من رئيس مجلس النواب …