منصة الصباح

المركز الثقافي بترهونة والدور الغائب نموذجاً

متابعة/ كشاد

تصوير / ضو المديهين

لعل ما قامت به مكتبة الإسكندرية من دور في ماضي التاريخ ومكتبة أمريكا في وقتنا الراهن من دور فاعل ومنتج خير دليل على دور المراكز الثقافية التي مازال ننظر إليها كمرافق مهملة و مكملة لجسم وزارات الثقافة وهي تمر علينا بحقائبها الفارغة من أية مشاريع حقيقية بحيث يبدو وجود هذه المراكز في الوزارات المتعاقبة كعلامات لا تقود إلى معرفة حضارية وعلمية داخل العقل الإنساني .

ومشاكل مراكزنا الثقافية تبدو واضحة في كل مدننا الليبية بادية لكل ذي عين .. نفس المشاكل فيما تعانيه وكأنها عبء على وزارة الثقافة التي يفترض أن تكون من أولى مهامها كجهة اختصاص خاصة مع ما تمثله المراكز الثقافية من تشكيل وعي مجتمعي وتواصل معرفي مع عديد شرائح المجتمع من متخصصين ودارسين وطلاب علم وثقافة ولكن بات وجودها للأسف كأذرع مشلولة وبمثابة جسم مريض رغم وجوده و ضيف غير مرغوب فيه ليقدم خدماته على الوجه اﻷكمل من قبل الوزارة وليس المدينة التي يحاول شبابها العمل الدؤوب التطوعي سواء في إذاعة ترهونة المدينة أو المركز الثقافي بلا أي مقابل مادي على النهوض بمهام المرفقين . بدت لنا هذه المكتبة في حالة يرثى لها وجدنا كتبا متراكمة- من غير أرفف -تكدس بعضها فوق بعض على اﻷرض، يعلوها الغبار بل أن بعضها بدأت أوراقها تتآكل بفعل الرطوبة لعدم الاهتمام بصيانتها كما يجب ! هذه الوضع من التهميش وقلة الاهتمام هو ما لاحظناه في زيارتنا لترهونة اليومين الماضيين ولمسناه عن قرب اقتربنا كفريق إعلامي من المكان الذي اعتبرناه كنموذج لكل المدن الليبية مكان لا تتوفر له أبسط شروط يفترض أن تتوفر في مركز ثقافي والذي بدا للأسف صعبا وشائكا في ظل الحالة الراهنة وسط التجاذب السياسي والاضطراب الاجتماعي الذي نعيشه حتى أنه يبدو للبعض من الترف بمكان أن يتم الحديث عن الثقافة اساسا نهيك عن التجهيز وتوفير الإمكانيات في هذه اﻷماكن ، وهو جهل للدور الذي يمكن أن تقوم به المراكز الثقافية من توعية ومعرفة اشد ما نكون في حاجة إليه اليوم قبل الغد وهذا الإهمال لمراكزنا الثقافية في المدن يعد بمثابة إعاقة فكرية وانعدام بعد نظر وقصور في تقييمنا للمعرفة و أهمية للدور الذي يمكن أن تقوم به وننسى أن هذه المكتبة هي مصدر الكتب والوثائق في المركز الذي يستفيد منها أصحاب الاختصاص الباحثون والدارسون وبتالي حرمان المجتمع من الاطلاع والثقافة و تعليم المهارات واكتساب المعرفة ونؤكد هنا على ضرورة أن تكون هناك لفتة جدية من قبل الوزارة لهذه المراكز في المدن واعتقد بأنه دور الوزارة الأول هو تكوين مراكز ثقافية فاعلة وقوية ومجهزة بكل وسائل الاتصال الحديثة وليس الكتب فقط ولن يكون للمراكز الثقافية من دور فاعل إلا بتفاعل مجتمعي من المحيط وتوفير الإمكانات اللازمة له .. في لقائنا بمدير المركز الثقافي ترهونة والمكلف بإذاعة ترهونة المسموعة السيد» أسامة محمد الغرياني» حدثنا بوجع حين سألناه عن الدور الذي يمكن أن يقوم به المركز في ظل إمكانيات غير متوفرة ونحن نشاهد ما كان عليه من اهمال رد قائلا : أولا لا استطيع أن اختصر هذا الكلام في بعض الكلمات نظرا للتراكمات التي تحدث في المدينة من قلة الامكانيات وانعدام أي تواصل مع وزارات الدولة الموجودة في العاصمة طرابلس وللأمانة فأن المركز الثقافي بترهونة الذي أنشأ في سنة 1967إلى هذه اللحظة يفتقر إلى أي خدمات ويفتقر إلى الصيانة والكتب حتى اﻵن بلا أرفف كما شاهدتم في المكتبة فنحن من خلال لقائنا هذا على صفحات الصباح نطالب وزارة الثقافة والمجتمع المدني والجهات المعنية بهذا الخصوص الوقوف وقفة جادة لمدينة ترهونة ومؤسساتها العريقة فنحن لما نتحدث عن مركز ترهونة الثقافي الذي تأسس أيام المملكة المفترض أن يكون إرثا تاريخيا يجب الاهتمام به باعتباره وجهاً حضارياً للمدينة لا أن يهمش بهذه الطريقة.. ثانيا بالنسبة للبرنامج الإعلامي داخل مدينة ترهونة فيعتبر إعلام محلي إذاعة ترهونة المسموعة هي المسمى بعد أن تم حل مركز تطوير الإعلام الجديد بقرار من الحكومة علما بأن راديو ترهونة كان يتبع راديو مركز تطوير الاعلام الجديد وراديو الشروق في السابق أم الأن والحمد لله بجهود الاستاذ «على الكشر» رئيس المجلس التسييري لبلدية ترهونة ضم الراديو بمعداته الى البلدية لكي لا يتوقف البث وكانت مبادرة طيبة منه ولكن مازال موظفو راديو ترهونة المحلي يشتغلون بشكل تطوعي دون أي مقابل مادي طيلة السنتين الماضيتين ونناشد الحكومة من منبركم هذا صحيفة الصباح وجهات الاختصاص من الجانب الاعلامي العمل على توفير المناخ الاعلامي المناسب لبلدية ترهونة كإعلام محلي مستقل بعيدا من أية تجاذبات إعلامية وما يحاك فهدفنا توعية المواطن شكرا لكم وبعون الله القادم افضل.

شاهد أيضاً

موسى يؤكد ضرورة سرعة ودقة إدخال بيانات الحجاج للمنظومة الإلكترونية

أكد منسق المنطقة الوسطى أ (مصراتة – زليتن – الخمس – مسلاتة) علي محمد موسى …