منصة الصباح

الدولة أولاً !

بقلم /محمد الفيتوري

عقد مؤخراً منتدى رودس في احدى الجزر اليونانية تحت شعار  الفوضى في العالم نحو مزيد من وجهات النظر العالمية القائمة على الحوار وبمشاركة دولية واسعة نظراً للظروف الامنية التى تمر بها العديد من الدول وغياب الحوار بين الأطراف المتصارعةمما ادى ذلك لتفاقم الآوضاع وتضرر مصالح العديد من الدول سواء في محيطها الأقليمي او الدولي .

شاركت النيجر الدولة الجارة لليبيا والتي تعد من اشد الدول فقراً وتعتمد بشكل او بآخر على الاقتصاد الليبي في الحصول على السلع والبضائع من خلال عصابات التهريب التي تنشط على الحدود ليس هذا موضوعنا وانما نريد هنا ان نقف امام ما قاله الرئيس النيجري محمد ايسوفو حول تأثر بلاده بما يحدث في ليبيا حيث قال ان العالم ادار ظهره للبلدان التى تتعامل مع تداعيات المشكل الليبي على نحو مباشر وان فقدان السيطرة على الأراضي الليبية وعدم تمكن المجتمع الدولي من ايجاد حلول للنزاع المستمر حسب قوله جعل بلاده لا تفكر في اجراء الانتخابات مطالباً باعادة الدولة اولاً مع اشراك الاتحاد الافريقي بالتنسيق مع الامم المتحدة في جهود التسوية مثلما حصل مع السودان .

نعم ما قاله الرئيس النيجري امام هذا المنتدى الدولي مهم فكيف يمكن لبلاده ان تنجز انتخاباتها وسط ظروف امنية غير طبيعية ومطالبته باعادة الدولة اولا في ليبيا يذكرنا بحقيقة ان ما يجري من صراعات وحروب جعل من ليبيا مثار انتقاد دولي وتنتفي عنها صفة الدولة وهذا بلاشك منحى خطير يهدد كيانها ويجعلها عرضة للتلاشي والأنذثار من على الخرطة الدولية

فاعادة الدولة ضرورة وصيرورة لتحقيق كل الاستحقاقات التى تتمثل في الحفاظ على السيادة واجراء الانتخابات والمصالحة الوطنية واعداد دستور ينظم عمل مؤسسات الدولة التشريعية والتنفدية والقضائية ويضع النقاط على الحروف في كل القضايا التى تتعلق بمصير الليبيين …

ان النيجر الدولة الصغيرة وغير المؤثرة سياسياً واقتصادياً يقدم رئيسها الدروس لمن حوله للخروج من ازماتهم السياسية هذا الأمر يعنى اننا في قاع الأحداث وبحاجة لمن يرشدنا نحو الطريق وليس هذا فحسب بل في حاجة نصائح رئيس النيجر التي لم تدخر جهدا في الاستفادة من مصيبة ليبيا وكما يقولون مصائب ( قوماً عند قوم  فوائد )

عموماً الليبيون امام استحقاق لا يضاهيه اي استحقاق ألا وهو « اعادة الدولة » حتى يتمكنوا من تحقيق ما ينتظرهم من انجاز مراحل البناء المؤسسي والدولة لن تعود طالما الحروب قائمة وتلتهم الاخضر واليابس وابناء الوطن هم اطراف هذه الحروب التى لا تريد ان تنتهى وسبب معاناة انسانية للالاف .

 

 

 

شاهد أيضاً

كل باثيلي وأنتم بخير

    ما هو الذي يمكن أن نعلقه في رقبة عبدالله باثيلي؟ الرجل لم يكن …