بلا ضفاف
بقلم / عبدالرزاق الداهش
الحجة التي يتمترس خلفها، البرلمان الليبي أنه منتخب من الشعب، ومنه يستمد الشرعية.
ولكن اذا ما استفتينا الشعب عن معدل قبوله بهذا البرلمان، لكانت النتيجة بالرفض، وبنسبة عالية جدًا.
صناديق الانتخابات ليس صكا مفتوحًا على بياض، والشعب ليس مصعدًا يستخدم لمرة واحدة، مثل ورق الكلينكس.
في ليبيا هناك سؤال لم يطرح بعد حول مجلس النواب.
هل المشكلة في أعضاء البرلمان، أم النظام البرلماني، يعني الأفراد أم السيستم؟
في ايطاليا أكثر من ستين حكومة خلال أقل من ثمانين سنة، فهل القصة في كفاءة الحكومات؟
أما في بلجيكا فقد ظلت البلاد قرابة العام ونصف بدون حكومة، بسبب محاولات البرلمان الفاشلة في تشكيلها.
وإذا طفنا العالم سنكتشف حكومات معطلة، وأخرى عاطلة بسبب اشتباكات البرلمانيين.
احزاب، وشبكات منفعة، وتكتلات تجمعها المصلحة وليس الحب، في برلمانات الردح، والمزايدة.
المختلف أنه في ايطاليا أو بلجيكا، والبلاد الغربية هناك مؤسسات تعمل، واقتصاد يدور، وحياة لا تتوقف على سعال الحكومة.
في الاردن هناك ملك خارج قبة البرلمان، يوجه الحكومة في وقت يتبادل فيه النواب التراشق بالاحذية والكراسي.
وفي الكويت هناك دينار يجرجر ثلاثة دولارات، وأمير غير صامت، وما لا يعالجه الدينار، تعالجه العائلة.
إذن هناك متلازمة برلمانية، من اسرائيل، إلى الباكستان، وليس نهاية بتونس.
النظام البرلماني يعاني حتى في البلاد التي صممت هذا النظام، والشعب هو من يدفع الفواتير من تخبط، وهدر.
في ليبيا المشكلة في الخيارات، والاختيارات، والشعب يدفع الفاتورة ليس فقط من ماله، بل من لحمه الحي ايضا.