منصة الصباح
الإسرائيليون يغادرون فلسطين المحتلة بعد حرب إيران

الإسرائيليون يغادرون فلسطين المحتلة بعد حرب إيران

 “نزوح داخلي وخارجي يعكس تحوّلًا في المزاج الإسرائيلي بعد تصعيد غير مسبوق مع طهران

في أعقاب المواجهة المباشرة بين الكيان الاسرائيلي وإيران في يونيو 2025، بدأت ملامح تحوّل اجتماعي داخلي في إسرائيل بالظهور، تمثلت في موجات مغادرة متزايدة للمستوطنين نحو الخارج.

أحد النازحين من اسرائيل

هذه الظاهرة، التي تتسارع وتيرتها منذ أشهر، تعكس تصدّعًا في الثقة بالمؤسسة الأمنية وتنامي الشعور بعدم الاستقرار، حتى في العمق الإسرائيلي

ووفقًا لمعطيات المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، فإن عام 2023 شهد مغادرة نحو 55,300 إسرائيلي بشكل دائم، بزيادة تفوق 45% عن العام السابق.

• وخلال الأشهر السبعة الأولى من 2024، ارتفع العدد إلى قرابة 40,000 مغادر، مع تسجيل معدلات هجرة شهرية تزيد بنحو 2200 شخص عن المتوسط السنوي السابق.

• أبرز وجهات المغادرة: الولايات المتحدة، كندا، ألمانيا، قبرص، البرتغال.

• مستوطنات الضفة الغربية شهدت انخفاضًا كبيرًا في الكثافة السكانية، خاصة في محيط نابلس والخليل، وفقًا لتقارير حقوقية وإعلامية محلية.

بعد سلسلة من الهجمات الجوية المتبادلة، بما في ذلك استهداف منشآت نووية داخل إيران، وردود انتقامية بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية طالت جنوب ووسط فلسطين المحتلة.

ورغم التصريحات السياسية التي تحدثت عن “نصر نوعي”، فإن الواقع على الأرض كان مختلفًا:

• عشرات الإصابات في صفوف المدنيين في بئر السبع وتل أبيب.

• حالة طوارئ شاملة استمرت أسبوعين، مع شلل في حركة الطيران والتجارة.

• ازدياد القلق الشعبي من احتمال تكرار السيناريو، خصوصًا في ظل انكشاف الجبهة الداخلية.

نزوح داخلي وخارجي يعكس تحوّلًا في المزاج الإسرائيلي بعد تصعيد غير مسبوق مع طهران

و قد أظهرت نتائج استطلاع للرأي أجرته صحيفة هآرتس أن واحدًا من كل ثلاثة إسرائيليين يفكر جديًا في الهجرة، بينما عبّر 54% عن “فقدان الثقة بقدرة الحكومة على حمايتهم”.

كما سجلت مؤسسات كبرى للتعليم والتكنولوجيا ارتفاعًا في طلبات النقل والعمل عن بُعد من خارج البلاد ولوحظ ارتفاع تحويلات الأموال إلى الخارج بنسبة 18% مقارنة بالأشهر التي سبقت الحرب، في مؤشر على استعداد البعض للمغادرة.

“لم أعد أشعر أنني في وطن آمن… الصواريخ أصبحت تصل إلى كل مكان”، هكذا قالت دانييلا كوهين، أستاذة جامعية من تل أبيب، قبيل مغادرتها إلى كندا.

“الضمان الاجتماعي يتآكل، والخوف يتزايد. هذه ليست الدولة التي حلمنا بها”، أفاد يوناتان شاحر، مستوطن سابق في مستوطنة قرب رام الله.

ووصفت الواشنطن بوست موجة المغادرة بأنها “نزوح نفسي من الحلم الصهيوني”.

كما أكد تقرير صادر عن مركز ستراتفور الأميركي أن الحرب الأخيرة “هزّت العمق الاستراتيجي لإسرائيل لأول مرة منذ حرب 1973”، وأن المغادرة الجماعية هي أحد أبرز مظاهر ذلك الضعف.

حيث تعيش حكومة الكيان المحتل مرحلة دقيقة لا تعكسها فقط الاشتباكات على الجبهات، بل ما يحدث داخل البيوت وفي قرارات الأفراد بالرحيل. فالخروج الجماعي، حتى وإن كان “صامتًا”، يعكس حجم القلق الشعبي ويطرح أسئلة عن مستقبل المشروع الاستيطاني، والاستقرار الدائم.

ليبقى السؤال مفتوحًا:

هل يشكّل النزيف السكاني تهديدًا داخليًا أشد من تهديد الصواريخ؟

شاهد أيضاً

ليبيا تعرب عن قلقها من قصف المنشآت النووية في إيران

ليبيا تعرب عن قلقها من قصف المنشآت النووية في إيران

أعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية عن قلقها البالغ إزاء القصف الجوي الذي …