منصة الصباح

أوكرانيا وليبيا

د أبوالقاسم عمر صميدة

كلما اشتعلت حرب بين الدول يأتي ذكر القانون الدولي والسلام والاستقرار والشرعية ومصائر الشعوب وغير ذلك من الكلمات الجاهزة، وهذه الأيام كثر الحديث عن القانون الدولي والعدوان فيما يتعلق بالحرب الروسية الاوكرانية، وهرولت الولايات المتحدة وبريطانيا والدول الاوروبيه الي الامم المتحدة وصرخت وسائل اعلامها وتوابعه للبكاء وللصراخ علي الانسان المستهدف في اوكرانيا، والحق يقال فنحن مع السلام وضد الحروب اينما كانت ولأي سبب، فهناك خيارات كثيرة امام البشر غير الاقتتال ونحن نتعاطف مع الشعب الاوكراني ونتمني له السلام، لكن لماذا هذه الازدواجية عندما يتعلق الامر بالدول العربية ودول العالم الثالث؟ فمشاهد الدمار والقصف الاسرائيلي ضد المدن الفلسطينيه وعمليات القتل والعزل والحصار مستمرة منذ عقود، والأرض الفلسطينية تم احتلالها بالقوة وتم احتلال الجولان السورية وتم تغيير مجري نهر الأردن ويتم انتهاك القانون الدولي والشرعية والاعراف في فلسطين وليبيا والعراق والصومال وقد شاهدنا ما فعله الامريكان بالعراق والروس في سوريا دون ان تنبس وسائل اعلام الغرب وتوابعه لم “تنبس ببنت شفة” وهذا دليل علي النظرة الدونية للانسان العالم ثالثي، فالاعلام الغربي لا تهمه كوارث افريقيا والفقر والصراعات ولا تهمه الجثث التي يلقيها البحر علي الشواطي لمهاجرين باحثين عن فرصة حياة هربا من جحيم اليأس في اوطان نهبتها شركات الغرب والانظمة الفاسدة، والاعلام الغربي المعادي لكل ما هو انساني لا تهمه الارواح البريئة التي تموت جراء اطماع وسياسات الغرب، ما يهم اعلام الغرب هو شيطنة العالم الثالث وشيطنة خصومه والبكاء والعويل اذا وجد نفسه امام دولة قوية غاضبة كروسيا، ومع ان روسيا ليست ملاكا وليست نموذج لاحترام القانون الدولي ولا تستحق المديح فما قامت به هو اعتداء علي شعب ارتبط بها تاريخيا وكان جزء من كيانها السياسي، لكن صدامها مع الغرب جاء ليكشف حقيقة الغرب وروسيا، حقيقة ان الدول الصغيرة والضعيفة هي اهداف سهلة في تصفية الحسابات الدولية، فاكرانيا تدفع ثمن اقترابها من الغرب، وتدفع فاتورة تراكم الخلاف الغربي الروسي، لذا فعلي دول العالم الثالث ان تهتم بنفسها وتحرص علي الحكمة والعقل وان تعتمد علي نفسها وتصنع برامج للتنمية والتطور وان تبتعد عن الاحلاف والتكتلات الدولية التي ثبت انها رهان خاسر، ونحن في ليبيا علينا ان نأخذ الدروس وان نحل مشاكلنا بأنفسنا وان نتصالح لاخراج ليبيا من أزماتها وان لا نرتهن لأحد، وان نخشى الله في وطن قد يضيع من بين ايدينا وساعتها لن نلوم الا انفسنا.

 

شاهد أيضاً

عيد الوحدة الوطنية

مفتاح قناو في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي كنا طلابا في المدارس الابتدائية، وكان …