منصة الصباح

الحروف اللعينة

بقلم /د ابوالقاسم صميده
اعظم فضيحة حلت بالعالم الان هى الخوف ، فما الذى سيفعله هذا الفيروس اللعين ؟ الموت أليس كذلك ؟! نحن نؤمن بأن الموت حق واننا جميعا سنلاقيه ، اذاً لماذا هذا الهلع والرعب ؟ لابد ان فى الامر علاقة بكينياء الانفس، ألا نخاف الظلام ؟ ألا نخاف الرعد والبرق ؟ ألا نخاف الغريب؟ ألا نخاف الوحوش والمتنمرين والبلطجية ؟ ألا نخاف الوحدة والعزلة ، فالخوف غريزة تحتلنا ؟.. ثلاث حروف لعينه ( خوف ) تسيطر على عقولنا منذ الازل ، والله يقول لا تخافوا ولا تحزنوا ، ونحن نمعن فى تقديس الخوف والحزن ، أليس هذا فضيحة انسانية عارمة ؟ لم نعد نفرّق بين سبب وجود الخوف من عدمه ، ولا أين هى حدوده المقدور على تحملها ، ولا نعرف كيف يمكن مواجهة هذا الامر بحثا عن نقيض الخوف وهو الأمان ، وللاسف حين يسيطر الخوف فإننا نفقد القدرة على التفكير ، فتسيطر علينا لحظات غامضة مشوشة يصعب فيها التمييز بين الخوف والأمان ، بين الضحية والجانى ، بين الصديق والعدو ، انها لحظات قاتمة تسحق الأمان والفرح وتحشرنا فى نفق التساوى حيث تتساوى الأيام والاسماء ويفقد اللسان القدرة على التذوق والانف على الشم ، مثل اعراض كرونا ، لم نعد قادرين على صياغة بيان مضاد للاستسلام وللواقع وللفوضى ، امسينا عاجزين عن رؤية حقيقة ما حولنا ، لقد اغتال الخوف الروح ، سلبها اغلى مكتسباتها وهى الاحساس والشعور بالطمأنينة، لم نعد نشعر بالألم ، لم يعد دم القتيل دليل على الوجع ، فهل نحن امام تراجيديا ان الانسان مسكون بغريزة النهايات والخوف حتى لو كان ذلك خطأ ؟ واذا ما قررنا ان الخلاص من الخوف هو وهم بحد ذاته ، فهذا فضيحة بكل المعنى ، لأن الانسان اعظم خلق الله والاكثر تفكيرا وعقلا وحكمة وقوة وهو الكائن الاكثر تطورا استسلم لمخلوق لا يرى بالعين المجرده ، وخاف منه وهرب الى بيته بالملايين واغلق المدن والحدود، تعساً لهذا الخوف الذى ارعب دولا نووية وقوى عظمى تملك ارمادا من السلاح والهلاك ، فلنحدق بعين الحكمة فى هذا الخوف ولنسخر منه ولنظهر له السنتنا استهزاء به وبحجمه الضئيل البشع ، فما كتبه الله لنا لن يُخطئنا وما لم يكتبه لن يُصيبنا ، فهذه اليوجينيا مثل السحر الذى انقلب على الساحر ، ارادوا صناعة مالتوسية جديدة فانهارت بنيانهم .. يالها من فضيحة كونية لحضارة الغرب التى تريد 5‎%‎ فقط من سكان العالم ، فعصر المعلوماتية لا مكان فيه لعدد كبير من البشر كما يقولون ، هكذا عمقوا شعور الخوف ، ولكنهم يمكرون والله سبحانه وتعالى اقوى وأقدر على افساد مكرهم …
د ابوالقاسم صميده

شاهد أيضاً

ازدحام داخل نقطة توزيع الغاز بطريق المطار

ازدحام داخل نقطة توزيع الغاز بطريق المطار

شهدت نقطة تعبئة الغاز الفورية بمنطقة طريق المطار في طرابلس، التابعة لشركة البريقة لتسويق النفط، …