فتحية الجديدي
ذات استراحة، استمعت لنقاش دام أكثر من عشرين دقيقة، ثم لم أطق المكوث في المكان وتسللت بعد أن أطلقت وجهة نظري المتواضعة، بأن المرأة ليست صفقة، وأنها غير قابلة للتداول الرجولي المقيت، ولو كان ذلك متعارضا مع بعض الآراء، من اللواتي احترمهن وأكن لهن كل التقدير.
منطق غريب تحدثت به بعض النساء عندما لامسن موضوع غاية في الحساسية والأهمية ويعد من القرارات المصيرية في حياتهن وكأنها مشروع بيع وشراء – بكل أسف، واستغربت لحال بعضهن عندما أصبحت المرأة عدوة نفسها، ولا تحب ذاتها وتستسلم لأيدلوجيات ذكورية من صنع المعقدين في هذه الحياة، ممن يقتصر همهم على كيفية ممارسة التسلط باسم الذكورية وبعنوان عريض ( عريس لقطة ) – كما يسمونه الإخوة المصريين بنطق حرف القاف ألفًا ! وكأن المرأة رمية أو نكرة ، وما استفزني أكثر عندما عرجت إحداهن بقولها (عصفور في اليد خير من عشرة في الشجرة ) ضحكت وأجبتها بأنه مثل يطلق على الفرص الأخرى في زمن إعادة تدوير العقول ، أما زمننا لسنا بحاجة إلى عصافير على كفوفنا أو فوق أكتافنا لأننا قادرون أن نحلق بأحلامنا وبمخيلتنا صوب الأفق دون رجل، وسألتها : «من منا ماتت دون زوج ، ومن منا احتارت في أمرها دون ولي أمر ونحن من تولى أمور غيرنا ؟، فكفانا تفاهة وتقبل أن نكون مجرد نتائج لمعادلاتهم الفاشلة ، ويحق لك أن تختاري من يكون سندك في هذه الحياة دون أن تتحول العملية إلى تجارة بخسة .
تركت المكان وفي جعبتي الكثير تجاه النسوة اللواتي تحولن إلى عروض موسمية في سوق الرجال، واحتل جزء كبير من تفكيري قوانين اخترعها الرجل وقناعات مغلوطة حاول بعض الرجال دسها في عقول هؤلاء لسبب بسيط هو بعبع الوحدة أو البقاء دون زواج !
ماذا سيحصل ونحن على أعتاب عمر جعل منا أقوى منهم ومن قناعاتهم المتخلفة ، وماذا يمكن أن نجني في مرحلة كان زادها قوتنا دون أن نصنع لنفسنا عضلات أو نربي ذقونًا ؟
ماذا يمكن أن يحدث لو تخلف العمر عنا وودعناه ونحن صابرات ! أليس الأفضل أن نكون نحن دون زيف المسايرات واللعب على الحط «ياتصيب ياتخيب» اكتفيت بأن أرد على هاتفي لصديقي المتصل، وأخبرته بأني جاهزة لشرب القهوة .