منصة الصباح

للشوق أغنية

بقلم / ناصر المقرحي

لكل أغنية مهما كان نوعها وصفتها ثلاثة أركان لاتتأسس إلا بهما مجتمعين وهما الكلمات ثم اللحن ثم المؤدي ، ولكي تصبح الأغنية ناجحة لا بد من ان يحدث قدرا من الأنسجام والتناغم ما بين العناصر الثلاث وأي تنافر ما بينهما يجعل حظوظها في النجاح ضئيلة أو حتى معدومة أحيانا .

نقول هذا الكلام بمناسبة الحديث عن أغنية “هز الشوق حنايا الخاطر” للفنان الليبي عادل عبد المجيد، والتي كغيرها من الأغنيات أنبنت على العناصر سابقة الذكر، والتي وبعد أجتماعها وتضافرها في وِحدة فنية واحدة حدث نوعا من التوافق والتناغم أضفى على العمل صفة النجاح والقبول لدى المتلقي، ليس المتلقي الذي عاصر زمن صدور الأغنية فحسب بل حتى المتلقي المستقبلي، وبقاء أغنية معينة في الذاكرة الجمعية لمجتمع ما وحضورها لدى الأجيال اللاحقة من المستمعين يجعل منها أيقونة أو دُرة من الدُرر التي ترصع عقد الفن والغناء لذلك المجتمع.

كلمات الأغنية هي البداية والهيكل الذي سيتأسس عليه العمل وإذ يكتب الشاعر كلمات الأغنية فإنهُ يفتتح مشروعها، يأتي من ثم اللحن والمؤدي، هذا باستثناءات قليلة يكتب فيها الشاعر قصيدته وفي باله مطرب معين أو ملحن محدد، أما في العادي من الحالات فإن الشاعر يقول قصيدته في المطلق ليأتي بعد ذلك من يحيلها إلى أغنية، ومثلما أن كلمات أغنية ” هز الشوق ” عذبة يطيب الحديث عن عذوبتها وتتبع دلالاتها الإنسانية ومعانيها السامية، وهي تندرج في سياق الكلمات العاطفية وكتبها الشاعر الغنائي فرج المدبل وفيها يقول :-

” هز الشوق حنايا الخاطر حدر دمعك يا عين ” حين هز الشوق أو رجّ سكون الخاطر وأيقظ في النفس أشواقها الخامدة وبلا مقدمات هطل الدمع تلقائياً ودون افتعال وتصنع ولمجرد أن هاج الشوق وهتف هاتف الذكريات تداعت الدموع وجرت استجابةً لحرقة الأشواق، وهنا المُحب الذي يتوجه بخطابه للمحبوب بعد هذه التهيئة، يخبره بما حدث وبما جرى حال غيابه،م وفعل الهز بكل ثقله الدلالي والشعري يحيل مباشرة إلى الآية الكريمة في سورة مريم ” وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا “.

« خطرت انت مسحت دموعي

خطرت انت نورت شموعي

شاهد أيضاً

وحدة دعم المرأة تشارك في إطلاق الأكاديمية الدولية للمرأة الرائدة

شاركت وحدة دعم المرأة بالمفوضية العليا للانتخابات في إطلاق الأكاديمية الدولية للمرأة الرائدة، وذلك ضمن …