إن المجتمع ما هو إلا مجموعة من الأسر المنظم بعضها إلى بعض.
فالأسرة هي الخلية الأولى للمجتمع ولهذا إحتفى الاسلام بها وعمل على تماسكها وإعزازها والبيت في تقديره مكان للسكان في ظله تلتقى النفوس على المودة والرحمة، والتعاطف والمحبة ومن سماته تأخذ الناشئة طابعها وسلوكها.
وينشأ ناشئ الفتيان فينا
على ما مكان عودة أبوه
والشباب في الأسرة روحها المتوثب ودمها المتدفق، ومظهر حيويتها ونشاطها وهو في المجتمع قلبه النابض، وعزمه القوي، وفي كل عمل عامل نجاح، وبأفكارهم تنتشر الحضارة، وبقواهم توطد المثل الإنسانية والقيم الأخلاقية وبطموحاتهم تتأكد الحرية، ويرتفع شأن الأمة.
إن إيمان الشباب قوة فعالة تصنع الأعاجيب، وتحقق أهدافاً يعجز عن بلوغها الضعاف المهازيل.
إن قوة الشباب هي الطاقة الجبارة الممتلئة بالحيوية والنشاط، هذه القوة تدفعها إلى طليعة الأمم الراوية وحينما ترى أمه أخذت بنصيب وافر من الرقي والحضارة ودعما كرامتها وحريتها، نجد وراء هذا فتية آمنوا بربهم وبحقهم في الحياة الحرة العزيزة.
إن الشباب هو الذي يؤمن باستمرار الاعمال البناءة بالعلم والعمل في جميع المجالات وبهذا كان على الشباب مسئولية ضخمة نحو مجتمعهم وقد بين الله تعالى جوانب ما قام به الشباب عبر التاريخ فيوسف عليه السلام كان شاباً حين تعرض للتجارة التي مرت به وخرج منها نقياً طاهراً لينقذ مصر من أخطار المجاعة، وحافظ على نقاء شباب وعفافه ومروءته وأدخر هذا الشباب للمصلحة العامة حينما أستدعاه حاكم مصر ليضبط ميزانها الاقتصادي وقال له يوسف «أجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم»
يسجل القرآن نموذجاً لموسى عليه السلام حيث كان يستخدم هذا الشباب في مساعدة المستضعفين وفي عمل الخير فلما وجد الناس يستقون من بئر في مدين، ووجد إمرائتين لا تستطيعان مزاحمة الجماهير لتسقيا لم يقف مكتوف اليدين، وسقى لهما وكانت حياة محمد صلى الله عليه وسلم في شبابه مثلاً أعلى في مكارم الأخلاق، حتى لقب بالأمين قبل أن يبعث بالرسالة، ولم يشأ أن يعيش وهو شاب عالة على أسرته بل في رعى الغنم، وعمل في التجارة وتاجر في مال السيدة خديجة، ورأت فيه المثل الشباب المخلص الأمين، فاتقوا الله عباد الله، وتعهدوا شبابنا بالرعاية ، وكونوا قدوة طيبة لهم في التحلى بمكارم الأخلاق.
بقلم/ بشير الطاهر الجليدي