منصة الصباح

عامٌ سعيد .. أملٌ جديد

زايد..ناقص

جمعة بوكليب

أيامٌ قليلةٌ تبقتْ، و يغادرنا العام 2021، مُفسحاً الطريق أمام عام جديد.  وأنتهزُ الفرصة، لأتوجه للجميع بأحرّ التهاني وأطيب التمنّيات،  داعياً الله أن يكون العام 2022 عام سلام واستقرار وأمن وأمان  لبلادنا ولشعبنا وللعالم أجمع.

ما يميّز عام 2021، أنه جاءنا مُحملاً بصُرّة متنوعة من الأفراح والأحزان.  لم يُحضر لنا  في ليبيا  ما كنّا نتمنّى من هدايا.  إلا أنّه، على أي حال، جنّبنا ويلات الحرب.  وكان مقرراً  أن يكون عاماً مميزاً ، تعقد في آخر أيامه،  أول انتخابات رئاسية في تاريخ ليبيا. لكن الظروف السياسية حالت دون ذلك.

وعلى المستوى العالمي، كان عاماً صعباً. أرهقَ فيه الوباءُ الفيروسي الدنيا. ورغم حملات التطعيم في مختلف بلدان العالم، واصل الوباء الفيروسي تحوّراته الخطرة، وعاش سكان العالم في رعب خشية الإصابة واحتمال الموت. ونتمنّى على الله أن يخلصنا منه في العام الجديد، لتعود الأرضُ إلى زُخرفها، ونستعيد حياتنا.

على المستوى الشخصي، كان عام 2021 عاماً مثمراً. صدر لي خـــــــــلاله كتابان. أحدهما رواية قصيرة بعنوان ( نهاراتٌ لندنية)، انتهيت من كتابتها قبل بداية ما صار يعرف بثورات الربيع العربي،  وظلت حبيسة الأدراج أكثر من عشرة أعوام. والكتاب الثاني تحت عنوان ( يَدُ التاريخ) ضم مجموعة من مقالات مختارة مما كتبته ونشرته في ثلاث صحف. كما أنجزت أيضاً كتابة مجموعة قصص قصيرة، بعنوان ( مناكفاتُ الرُبعِ الأخير) على أمل أن ترى النور في العام 2022، وتكون في متناول القراء والنقاد والباحثين.

الغريب، أنني ككاتب قصة قصيرة، لم تنشر لي طوال العقود الماضية مجموعة قصصية واحدة. وهذه ستكون  أول مجموعة قصصية أنشرها. وأتمنى أن تلاقي ترحيباً. قبل تجربة السجن (1978)، قمت بتجميع مجموعة قصص قصيرة  بعنوان ( دوائرُ الرفرفةِ والمرارة)، وتقدمتُ بها إلى أحدى دور النشر العامة في طرابلس، إلاّ أن اعتقالي وسجني، كان بمثابة إصدار حكم ضدها  بالموت.

الأعمارُ لا تقاس بمرور الأعوام. ولكن بما ننجز خلالها من أعمال، وما نحقق على أرض الواقع من طموحات وأحلام، تحوم في أذهاننا وقلوبنا كأطياف خيالات، ثم تصبح حقيقة واقعة. وحالنا مع مرور الأعوام،  في رأيي، لا يختلف عن حال  المسافر إلى بلاد بعيدة. إذ ليس مهماً طول فترة غيابه عن بلده  وأهله وأصحابه، بل المهم ماذا يحضر معه لدى عودته من سفره الطويل  من مال أو علم. وبالتالي، قد لا يكون مهماً نهاية عام وقدوم آخر إذا ظللنا، بكافة المقاييس، نراوح في نفس المكان، ونلعن الظروف التي وقفت حائلاً بيننا وبين تحقيق أمانينا. والسبب، أننا كبشر في حالة سباق مع الزمن. ولا يمكننا الفوز عليه. لكن يمكننا أن نفتكَّ من بين أسنانه ما يريد أن يحرمنا منه: الخلود. بمعنى، أن غيابنا عن الدنيا لا يعني نهاية المطاف لنا، إذا تمكنا ونجحنا في  أن نترك وراءنا ما يبقى بعدنا حيّاً على الأرض، ونافعاً للناس وللحياة، ويساهم، ولو بقدر ضئيل جداً، في تطوير العالم، ويخفف من آلام العيش في دنيا غريبة، تزداد تعقيداً كل يوم، ونزداد غربة فيها.

من المفيد لنا أن نكون على وفاق مع التفاؤل.  ومن المهم لنا ألا نقع فريسة للتشاؤم. وهذا يدعونا إلى أن نتوق إلى حلول العام الجديد. وندعو الله أن يكون عاماً مختلفاً عن غيره، بما قد نحقق على أرض أيامه، من طموحات وأحلام على كافة المستويات.

كل عام وأنتم جميعاً بخير وسلام من الله.

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …