اشار نائب الممثل الدائم الأول لروسيا الاتحادية، في الامم المتحدة دميتري بوليانسكي إلى ركود العملية السياسية في ليبيا، واستمرار تجزئة المشهد السياسي، منوها الى عدم إحراز تقدم في إرساء حوار مستدام بين القوى السياسية الرئيسية.
واكد خلال كلمته امام مجلس الأمن حول ليبيا ان الاطراف في ليبيا غير قادرين على التوصل إلى اتفاقات مقبولة بشكل متبادل بشأن معايير التصويت الشعبي المستقبلي، ما يؤدي مرة أخرى إلى تأجيل آفاق إجراء الانتخابات العامة ويتبع “الجمود” الداخلي مزيد من التدهور الاقتصادي، فضلاً عن تصاعد عدم الاستقرار “على الأرض”.
واوضح بوليانسكي إن التغلب على الانقسام يتطلب مصلحة وإرادة من جانب اللاعبين الليبيين الرئيسيين، ويجب أن تستهدف الجهود الدولية لمرافقة العملية السياسية الليبية ذلك بالضبط.
واضاف إن عدم قدرة الأطراف الليبية على التوصل إلى اتفاق فيما بينها يثير المزيد من الانهيار للبنية الأمنية القائمة في البلاد مشيرا الى ان العاصمة الليبية لاتزال تهتز جراء الهزات الارتدادية التي شهدتها مطلع مايو من العام الجاري
في نطاق غير مسبوق من الاشتباكات بين الجماعات المسلحة ولا يزال سكان المناطق الغربية من البلاد يعانون من اشتباكات مسلحة متقطعة بين المجموعات المسلحة.
وبشكل عام، يظل الوضع متفجرا للغاية.
واشار إلى قيام المجلس الرئاسي بتشكيل لجنة مؤقتة للتدابير الأمنية والعسكرية في طرابلس، فضلاً عن لجنة الإشراف على عمليات السجون وظروف الاحتجاز.
وتُقدم هذه الخطوات باعتبارها خطة شاملة لاستعادة النظام بين قوات الأمن الليبية، وتطهير العاصمة من الفوضى التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة، وحل المشكلة المستمرة منذ فترة طويلة المتمثلة في ما يسمى “السجون الخاصة” خارج سيطرة الدولة معربا عن ترحيب بلاده بمثل هذه الخطوات التي اتخذها الليبيون بهدف استقرار الوضع.
واكد على مدى الحاجة إلى عمل طويل الأمد ومضني لتوحيد القوات المسلحة الليبية وإعادة دمج المسلحين السابقين بشكل كامل في الهياكل الرسمية ولكن ليس كافيا أن تقوم الجماعات المسلحة ببساطة “بتغيير اسمها” مع الاحتفاظ بالحق في ممارسة العنف المحدود – فهذا لن يؤدي إلا إلى المزيد من الحوادث مثل الحادث الذي وقع في شهر مايو.
واكد إن الوضع الأمني السائد هو نتيجة مباشرة للانقسام السياسي في “الجماهيرية السابقة” في الوقت الحالي، منوها الى ان استئناف عملية سياسية شاملة حقيقية هو السيناريو الواقعي الوحيد لإخراج البلاد من الأزمة معلنا اقتناعه في هذا السياق بأن فعالية أي خطوات تتخذها المجتمع الدولي تعتمد بشكل مباشر على تقبل الليبيين الإيجابي لها.
وفي ظل هذا الواقع، يثير القلق أن نتائج عمل اللجنة الاستشارية، بقدر ما نستطيع الحكم، لم تحظَ برد فعل إيجابي من غالبية القوى السياسية المؤثرة في البلاد.
واضاف انه لا يمكن فرض أي وصفات لإنقاذ ليبيا على الليبيين من فوق، حتى تحت مظلة الأمم المتحدة مبينا إن دور المنظمة العالمية في هذه العملية لا يتمثل في استبدال إرادة الشعب الليبي، بل في المساعدة على تهيئة الظروف لحوار مستدام.
مؤكدا دعمه جهود الوساطة التي تبذلها الممثلة الخاصة هانا تيتّه، مرحبا بنيّتها البدء في العمل على “خريطة طريق” شاملة للتسوية الليبية، سيكون من الضروري وضع هذه الوثيقة التأسيسية بدقة مع جميع الأطراف الليبية الرئيسية، وضمان دعمهم واستعدادهم للانخراط في تنفيذ أحكامها.
وشدد على وجوب تقديم الدعم للتنسيقات الليبية-الليبية القائمة.
حيث اشار الى ان هناك إمكانات جادة في التفاعل بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة على المستوى البرلماني المشترك بوساطة مصر. علاوة على ذلك، فإن مسار المصالحة الوطنية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي يحظى بأهمية كبيرة.
نعتبر أن تقديم الأمم المتحدة المساعدة لهذه العمليات أمر مطلوب.
وقال بوليانسكي انه في الظروف الحالية، يمكن للتنسيقات الدولية الشاملة لمرافقة التسوية الليبية أن تلعب دورًا خاصًا. مشيرا الى حديثه عن عملية برلين حول ليبيا، التي لم تجتمع في هيئتها الشاملة الأصلية منذ عام 2021.
وبدلاً من ذلك، لاحظنا لسنوات محاولات من قبل عدد من الدول الغربية استبدال “برلين” بمختلف أنواع “التجمعات” المنفصلة وغير الشفافة، والتي ليس لها أي قيمة سياسية أو عملية لمهام التسوية.
من المشجع أن هذه الاتجاهات تم كسرها أخيرًا.
وابدى ترحيبه بالجلسة العامة التي عقدت في العاصمة الألمانية في 20 يونيو، وهي الأولى منذ فترة طويلة، للجنة الدولية لمرافقة عملية برلين، والتي شارك فيها ممثلو روسيا أيضًا.
ورأى في مواصلة العمل في إطار “صيغة برلين” طريقًا لضمان تقديم مساعدة أكثر فعالية للليبيين ووضعهم على مسارات حلول بناءة. حيث يأمل أنه بعد الجلسة المعقودة، ستتوقف الممارسة السيئة المتمثلة في عقد اجتماعات “ضيقة” لرؤساء مجموعات العمل المشاركين في “برلين” دون دعوة أو حتى إخطار مناسب لباقي أعضائها.
يجب أن تجري أي مناقشات بكامل هيئة المشاركين في الصيغة، بروح من احترام الاتفاقات الجماعية وبهدف تقديم دعم حقيقي للجهود الليبية.
واكد استعداد بلاده للعمل البناء مع الليبيين ومع جميع الأطراف المعنية لمصلحة استعادة السلام والاستقرار في ليبيا في أقرب وقت ممكن.