منصة الصباح

اللي ما يبي خليفة !

بوضـــــوح

بقلم / عبد الرزاق الداهش

 

انت ضد حفتر يعني انت “اخوان”، أو “مليشيات”، وضد الجيش، وحتى ضد الله بالنسبة للبعض.

يعني منطق (انت لست معي إذن أنت لا تستحق الوجود)، ومنطق احتكار الحقيقة، والخير، وهذه حالة إرهاب فكري بامتياز.

ليس كل الاخوان شياطين، ولا كلهم ملائكة، المنطق هو ان نقبل بك على اختلافك معي، وتقبل بي على اختلافي معك، والخيرة في من اختاره الاغلبية.

وعلى رأي لينين: “الثورية حالة وليس شخصا بعينه”، ووفقا لاحد الشروط المهنية للصحافة لا رأي مسبق إزاء أي موضوع.

حتى المليشيات هناك من دمرت اوطان، وهناك بنت دول، مثل روندا الاكثر تطورا في افريقيا، واسرائيل في الشرق الاوسط، بصرف النظر عن موقفنا من الملف الفلسطيني.

ثم ان لا جيفارا، ولا عمر المختار، ولا عزالدين القسام، كانوا يقدون جيوشا نظامية.

السيء والحسن، بالبوصلة الوطنية، ونظافة النوايا، والعمل المؤسس لدولة وليس شخصا.

نحن في ليبيا ليس لدينا مؤسسة عسكرية، ولكن لدينا عسكريين، والقاعدة المعتادة هي: اختيار قيادات للجيش، وليس اختيار جيش للقائد.

تشرشل قاد بريطانيا للنصر في الحرب العالمية الثانية، وحافظ على انجلترا البلد الوحيد الذي لم يخضع لأي احتلال خارجي في التاريخ، ولكن بعد الحرب خسر الانتخابات.

لا احد قال ان الشعب البريطاني، جاحد، أو ان البريطانيين ليسوا أوفياء، ولا أحد رفع لوحة مكتوب عليها قائد كرامة بريطانيا، رغم انها حقيقة، وليست برابغاندا مدرسة الاعلام المصري.

لم يكن البريطانيون جاحدين، ولكنهم، قالوا ما كان ينفع للحرب لا ينفع للسلام.

نحن لدينا من لم ينفع حتى للحرب، وهناك من يريده لكل شيء، وعلى عقيدة (اللي ما يبي خليفة واحد من ثلاثة).

مشكلة ليبيا اختصرها المفكر محمد عابد الجابري في ثلاثة، وهي العقيدة، والقبيلة، والغنيمة.

العقيدة: هي هذا العند، والدغمائية، ومن ليس معي هو الخطيئة، ومن ليس معي هو ضدي، وحتى ضد الوطن، وضد الله.

من السهلة ان تكسب المعركة ضد الاستبداد، أما الثقافة الاستبدادية، فهي معركة اخري، اصعب، وأطول، ولكنها ضرورية، وواجبة.

لا يمكن تطبيع علاقتنا بالعصر، وانتاج التطور المنشود، إلا بالتنوع الخلاق، الذي يجعلنا ندير خلافنا سلميا، بدل أن يديروا هذا الخلاف لا سلميا.

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …