منصة الصباح

هل يشبه الكاتب ما يكتبه؟

هل يشبه الكاتب ما يكتبه؟

الككلي.. بين المواقف والاراء والسلوك..
تصعب الإجابة بنعم خاصة في حالة تعدد شخصيات العمل القصصي أو الروائي وتباينها وتناقضها

“قد يكتب الكاتب ما يخالف حقيقته في الحياة، وتتباين تشطير هذه الذات بين كتابة وأخرى.. فأين يكون هذا الكاتب ؟
وكيف نقبض على هذه الذات التي تكاد أن تكون ملتبسة فيما نقرأ ؟ وكأن في هذا الهروب ـــــ إن جاز القول ـــــ العودة إلى الذات بإعادة رسم ذات معدّلة في الحقيقة . لا يمكن للتجربة الا أن تكون لسان الكاتب بما تتخذه من اختلاف التناول، والناحية الجمالية وموهبة الخيال هي أدوات الكاتب تذهب بهما عميقا في تجذير فعل الكتاب في لاوعي الكاتب هي ميزان لا مرئي قد تفتح على وعي الكاتب نفسه، روافد جديدة وعوالم مكشوفة لها سحر الكتابة في إعادة تدوير الذات نحو أعلى تجلياتها”
_______

القاص عمر أبو القاسم الككلي.. للصباح الثقافي..

السؤال ينطوي على قدر من الغموض. فما المقصود بـ “الشبه”؟!
هل هو “شبه” في المواقف والأفكار والآراء، أم شبه في السلوك؟
وبافتراض أن الكاتب المقصود هنا هو كاتب الأعمال الإبداعية، وتبني المعنيين، مادام السؤال يحويهما، يمكن القول، على المستوى الأول: نعم. “الكاتب يشبه ما يكتبه”، بناء على ما يسميه لوسيان غولدمان “رؤية العالم” لدى الكاتب في الفلسفة والأدب، والتي يرى أنها ليست رؤية فردية إنما هي رؤية اجتماعية تتعلق بطبقة معينة. ومن ناحية أخرى يرى روائي كندي أن الكاتب ماثل في أعماله، حتى متعددة الشخصيات المتباينة أو المتناقضة منها، لأنه يقوم، أثناء الكتابة، بتقمص نفسيات شخصياته، وبالتالي تصبح نفسيات شخصياته، لحظتها، نفسيته هو شخصيا.
أما إذا انتقلنا إلى المشابهة على صعيد السلوك، فتصعب الإجابة بنعم، خاصة في حالة تعدد شخصيات العمل القصصي أو الروائي وتباينها وتناقضها. فقد يكون ثمة شخصيات تشبهه إلى حد أو آخر، وشخصيات تختلف عنه وتناقضه. وهذا يعود بنا إلى المستوى الأول، مستوى رؤية العالم، الذي تحدده الدلالة العامة للعمل.
هذا بالنسبة إلى القصة والرواية والمسرحية. أما في حالة الشعر فأعتقد أن الشاعر يشبه كثيرا ما “يُشعره”.

شاهد أيضاً

*أولويات الإصلاح الصحي*

د.علي المبروك أبوقرين   حدث في العقدين الأخيرين تطور متسارع في التقنية والتكنولوجيا الطبية مما …