حوار.. فوزي المصباحي
- لم أجسد شخصية تسيء للمشاهد الكريم أولا للحفاظ على بعض القيم والعادات والتقاليد.
استطاعت تلك الفنانة الشابة بمواهبها الفنية العالية في التمثيل أن تشق طريقها إلى قمة الهرم الفني من خلال المسرح والتلفزيون، أدت أدوارها الدرامية والكوميدية بتلقائية فهي ممثلة ومذيعة، فنانة هادئة، دائمة الابتسامة، شاركت في عدد من الأعمال وقدمت عدة برامج تلفزيونية.. ضيفتنا في هذا الحوار الفنانة ذكرى يونس فنانة من طراز فريد سطرت أسمها في قائمة نجمات الفن وتعتبر من أبرز الفنانات لما قدمته من أعمال إذاعية ومسرحية وتلفزيونية ناجحة، تميزت بالموهبة والإصرار على النجاح، وقوة الإرادة وشعارها دائما (إلى الأمام مهما كان الطريق وعرا)، أشاد النقاد والمخرجين والمنتجين بأدائها المتميز في التمثيل فكانت لها مشاركة في العديد من الأعمال، وأصبحت لها قاعدة جماهيرية كبيرة، تمتاز بجمال الروح والطيبة، لذلك كانت أدوار الطيبة ملازمة لها في أغلب أعمالها، بدأت مشوارها الفني منذ الصغر وبعد مرور سنوات من العطاء الفني توقفت عن ممارسة الفن، وها هي تعود بقوة في عمل قوي وهو السيرة العامرية ومازالت تبهرنا بإبداعاتها الفنية ….مسيرتها الفنية وجديدها وحياتها في هذا الحوار ….
*من هي ذكرى يونس وكيف جاءت إلى عالم الفن؟ وما الذي استهواها فيه؟ تجيب الفنانة ذكرى أنا الفنانة ذكري يونس درست المرحلة الابتدائية في مدرسة المنصورة والإعدادية في مدرسة صرخة الحرية والثانوية في مدرسة المنار الثانوية. والمرحلة الجامعية في جامعة ناصر كلية الآداب.. دخلت المجال الفني الذي أحبته مند الطفولة عندما كانت تنظم الأنشطة الفنية في المدرسة أشارك فيها بالغناء والتمثيل فحصدت العديد من الجوائز، والفن كما تعلم هو موهبة ..
وهل كان هناك تشجيع من الأسرة؟ تقول ذكرى .. في البداية واجهتني صعوبات خاصة عند دخولي الثانوية حين قام والدي رحمه الله بمنعي من مزاولة أي نشاط فني لأتفرغ للدارسة إلي أن تخرجت من الجامعة. وبعدها دخلت المجال الفني من بابه الواسع وهو المسرح بأن شاركت في عدة أعمال مسرحية ولقيت تشجيعا كبيرا من الأسرة ..
وما هو لأول عمل شاركت فيه في المسرح؟ ترد الفنانة كان أول مسرحي لي مسرحية( ربيع في عاصفة ) وبعدها توالت الأعمال المسرحية، وأذكر منها مسرحية (عفاريت الإنس)، ومسرحية (غشيمة)، ومسرحية (كل وقت وقته)، ومسرحية (ليلة بالطبيلة).
وماذا عن التلفزيون والأعمال التي شاركت بها؟ تقول .. من الأعمال التي شاركت بها في التلفزيون :السهرة التلفزيونية(حكاية العم سعد)، ومسلسل (رياح العواطف)، و(قبل فوات الأوان)، ومسلسل البلاط عرض في قناة ليبيا الوطن .
وماذا عن تجربتك في المنوعات الرمضانية؟ تجيب الفنانة نعم كانت لي مشاركات عدة في المنوعات الرمضانية الكوميدية مثل منوعة (ارشم ع الحيط) وشفاه الله والمنوعة الكوميدية .(انشد المجرب ) و(شوف وقول) التي شاركت فيها علي مدي موسمين.. أيضا كانت المنوعة الكوميدية التلفزيونية (هكي صار)ـ.والمنوعة الكوميدية (يعطيك الصحة) علي مدار ثلاثة مواسم متتالية.. بالإضافة إلى المنوعة الكوميدية التلفزيونية …(1.2.3عدو)..ومنوعة (ابتسامات) وأيضا منوعة (هذا اللى صاير ياليبي ) .ومنوعة (خود ولا خلي ) وبرنامج الكاميرا الخفية (وسع بالك ).
وعن تجربتها في التقديم البرامجي المباشر في التلفزيون…تقول قدمت برنامج صباح الخير في التلفزيون الليبي من سنة 2006 إلي 2009 كما قدمت عدة سهرات وأيضا كانت لي تجربة مع المسموعة نصيب حيث تخطت حدود الوطن لتحط بي الرحلة إلى تونس الشقيقة، فقدمت برنامج خدمي فني ثقافي اجتماعي للجالية الليبية في تونس بعنوان (هدرازي )علي (راديو ستة) لمدة سنتين ..ومسلسل مسموع بعنوان كلام يجيب كلام .
وحول عملها في قطاع الإنتاج لشركة النورس المغاربي للإنتاج الإعلامي والفني.. ماذا قدمت؟ قالت الفنانة أشهر الأعمال التي أشرفت على إنتاجهاـ هو البرنامج الشهير (الجلسة ) للشاعر عبد الله منصور ..وسرت عاصمة الثقافة العربية ..والمسلسل التاريخي.جمر السنين . والبرنامج الفني الثقافي .(تفاكيرهم في ملامح مغاربية و ذرر من التراث) ..وحفل وزراء الثقافة العرب . بالإضافة إلى الأعمال المنوعة والغنائية ..
وكيف كان وقع جائزة سبتيموس سيفيروس عليك؟ ترد الفنانة .. كرمت عدة مرات، منها تكريمي في مهرجان ليالي طرابلس المسرحية، كما كرمت بجائزة سبتيموس سيفيروس عن أحسن أداء لرمضان 2010في مسلسل (علي الهواء) في دور خديج .وتحصلت على أوسكار العرب في تونس عن البرنامج المسموع (هدرازي).
وماهي الشخصية التي عرف بها الجمهور الفنانة ذكرى ؟والشخصية التي جسدتها وكانت الأقرب إلى قلبها ؟ تقول.. قدمت شخصية الأم والبنت والزوجة..ولم أجسد شخصية تسيء للمشاهد الكريم أولا للحفاظ على بعض القيم والعادات والتقاليد ثانيا والدي ووالدتي وإخواني كانوا مشجعين، وهم دائما يحفزونني ويشجعونني وأيضا جمهوري كان يحبني ويساندني .
وحول رأيها في نجاح الدراما الليبية إيصال رسالتها للمشاهد ؟ رأت الفنانة ذكرى أن الدراما الليبية نجحت في إيصال رسالتها للناس، وتضيف لكنني مازلت أقول إننا لم نصل إلى المبتغى، مع أننا نشاهد أعمالا درامية ضخمة لأن هناك مشاكل كثيرة، أو أن بعض الأمور لم يجري التطرق لها أكثر، في غمرة هذا كله أين الطفل في الدراما؟ وتتابع …أقول كفانا عشق وغرام وحب وخير وشر في الدراما، فهذه موجودة منذ بدء الخليقة في الدنيا، ولابد أن نسلط الأضواء على المشاكل الموجودة بالمجتمع..فهناك أمور كثيرة مثل الطلاق والزواج والتفكك الأسري، ونسلط الضوء على أعمال الخير للأرامل وللمطلقات، ولابد أن نهتم بالطفل أكثر في التوجيه والإرشاد، فهناك مواضيع كثيرة لم يجري التطرق لها ومازالت الدراما تحتاج أمور أكثر وأكثر ونتحدث عنها ونفصلها تفصيل كامل ونقدمها للمجتمع ..
وتضيف..لو نرجع لأي دولة فإننا نجد لديها موروث شعبي ثقافي ومرجعية درامية، لذلك لابد أن نبحث عن هذا الموروث الشعبي الزاخر بالقيم والمبادئ، ونسلط عليه الضوء ونقدمه للناس ليعرفوا تاريخنا، لأن كل بلد يعرف بتاريخه ..والدراما مطلوبة أكثر الآن وفي كل الأجيال من جيل الطفل إلى الجيل الكبير .
وكيف تصفين الدراما في ليبيا اليوم ؟ تقول ليبيا من الدول الأولى في الدراما منذ قبل السبعينيات بنجاحها وببصمتها الجميلة وكان لدينا كتاب ومخرجين أسسوا للدراما منهم القدير حسن التركي والقدير الهادي راشد ومحمد مختار والزردومي والكامل وغيرهم الكثير فهم من وضعوا الدراما الليبية في التلفزيون والمخرجين في حينها كانوا مهتمين بهذا الموضوع والدراما الليبية لم تكن دراما تاريخية فقط بل تطرقت إلى التراث والأعمال الاجتماعية بصفة عامة فهم من وضعوا البصمة والتأسيس للعمل الدرامي الليبي وطبعا جيل بعد جيل و تتسابق الأجيال في تقديم دراما ناجحة واليوم نرى والحمد لله أن هناك دراما ليبية قوية تستطيع أن تنافس الدول العربية.
وما الصعوبات التي واجهتها الفنانة ذكرى يونس في مسيرتها الفنية؟ تقول واجهتني صعوبات كثيرة، وهي صعوبات لم أواجها في المجتمع، وإنما عبر الحرب والكره الفني في الساحة الفنية، هذا العداء والكره والحقد والغيرة هي سبب معظم الصعوبات التي واجهتني، في أنه لم يكن بيني وبينهم إلا كل خير، وهم وأمامي وجوه ناصعة البياض .
وعن مشاركتها في مسلسل السيرة العامرية بعد هذا الغياب ؟ وهل أضافت للمسلسل أو أضاف المسلسل لها؟ قالت ذكرى .. السيرة العامرية خطوة مهمة في حياتي الفنية ومسيرتي وهو عمل محبوك من قصص الماضي والحاضر، فالسيرة العامرية يحكي تاريخ ليبيا، ودوري في السيرة العامرية كان في شخصية (رقية) المرأة الطبية، التي تتحول أحيانا إلى مشاكسة نتيجة الدور طبعا، وتضيف.. أوجه الشكر لفريق العمل بالكامل زملائي الفنانين، وأنا محظوظة بأن شاركت في هذا العمل بوجود عمالقة الفن الليبي والعربي، وتتابع.. وأيضا أوجه الشكر للمؤلف ومخرج العمل نزار الحرار الذي أتاح لي هذه الفرصة لأدخل من باب الدراما بشكل جديد بعد غياب ولقد كنت أرى في الزملاء الروح والتعاون أثناء العمل فأوجه له كل المحبة والتقدير، لأنه وقف بجانبي وأظهرني في هذا العمل الكبير، الذي نال استحسانا كبيرا من الجمهور على مستوى الوطن العربي..وتعتبر الفنانة ذكرى أن المسلسل كان بصمة جميلة لها شخصيا في الدراما، أضاف لها الكثير والكثير.
وحول دور الجمال الخارجي في نجاح وتألُق وشهرة الفنان والمطرب والممثل وخاصة أنت جميلة وأنيقة? تقول ..بالنسبة لي ممكن الشكل الخارجي له دور أكيد، لكن ليس هو الأساس، فهناك أسباب كثيرة ومتعددة لنجاح الفنان وأهمها الصوت والقدرة لإثبات ذاتك والوقوف أمام جمهور بثقة وأمام الكاميرا بثقة عالية وأن يكون مثقفا وقارئ
وحول آخر أعمالها ..قالت الفنانة ذكرى ..أخر أعمالي كما تابعتم كان مسلسل السيرة العامرية.كما شاركت ضيفة شرف في العمل التلفزيوني (يازينك ميعاد) مع القديرتين خدوجة صبري وزبيدة قاسم..
كلمة أخيرة؟
أولا أشكركم على هذا الاهتمام وهذا الحوار وثانيا أقول الفن رسالة سامية علينا أن نقدم فكرنا وثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا على الشاشة ليراها الجميع الأب والأم والإخوة والأبناء والأحفاد ونقدمها بالشكل الصحيح …