منصة الصباح

«العاطي حي»

فتحية الجديدي

عندما يستصغر البعض عقول الناس وينادون بالتفاهة ويختفون وراء الإسفاف، التي تصل بهم بكل أسف للوقوع في تصرفات سيئة بحق الآخرين، أو يعتقدون أن ما يقومون به هو من باب المساعدة لا أكثر، وأن جبر الخواطر يأتي من خلال التهافت والتكالب على مواقع التواصل الاجتماعي طلب «الترند»، ضاربين بكرامة الانسان وآدميته عرض الحائط.

هؤلاء من يصنعون التفاهات على “السوشيل ميديا” يجعلون هذه المنصات التي أوجدت في الأساس لخدمة المجتمع مصدر للإساءة بحق الآخرين، وانتهاك آدميتهم.

ما عليك عزيزي القارىء إلا أن تقوم بجولة في مواقع التواصل الاجتماعي، لترى وتخبر أن أغلب المناشير و«الفلوقات»، والتي قد يفرضها عليك التطبيق الإلكتروني كفقعات الصابون، تدعي أنها تقدم المساعدات – والتي لا تتجاوز الخمسة دنانير أحياناً وبطاقات الدفع المسبق وما نحا نحو ذلك – لكنها تلبسها عباءة اللا إنسانية، وتمررها إلى الفائز «عاثر الحظ» بطريقة مهينة.

وأكثر ما يؤلم في هذا الموضوع أن الصفحات التافهة هذه تتلقى دعماً ممن تسومهم الإهانة، بأن تظهرهم بمظهر المتهافت على البضاعة البخسة المسماة جوائزاً، ولولا ذلك الدعم لوئدت تلك الصفحات في مهدها.

وما دفعني للكتابة عن ذلك حساب ظهر لي مؤخراً، يطالب رواد «فيسبوك» بالمشاركة والتعليق على منشوراته، ومن يكون أكثر مشاركات يحصل علي هذه الجوائز! محملاً مشروعه هذا باسم «العاطي حي»!

هذه المسابقات الرخيصة، لن تتجاوز في حقيقتها إلا الانتقاص من إنسانية من يشارك فيها مزهواً بكونه الفائز، ولا يعلم أنه وقع ضحية من يصنعون السخف وينتظرون الشهرة وما تجلبه من أموال.

ولا يحسبن أحدكم ما يقدم من قبيل هذا بأنه صدقة، فإن الستر صنو للمساعدة، وقول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى، ومد يد العون لأخيك المسلم لابد أن يؤطر ضمن الاحترام، والرحمة تتأتى من أصحاب الخير والقلوب الرحيمة دون أن يحال المواطن لـ«شحات» أمام ملايين البشر.

وإزاء ذلك تتوجب الدعوة لمحاسبة المتطاولين، الذين يقدمون على إهانة الفقراء ؟ فمن يوقف كل هذه الترهات التي يتقزز منها الكثيرون!

شاهد أيضاً

على هامش مهرجان ليبيا السينمائي

ككثيرين غيري ربما، انتابتني مشاعر سلبية إزاء مهرجان ليبيا السينمائي الدولي للأفلام القصيرة بمجرد الإعلان …