منصة الصباح

” منظمة ترقي “.. مرحى

” منظمة ترقي “.. مرحى
———————-محمود السوكني———–

علاقتي بالشقيقة الكبرى “مصر” علاقة وثيقة تمتد لعقود ، و قد ارتبطت بها منذ الصغر عندما تعلقت و معي ملايين العرب بالصوت الهادر للزعيم الخالد جمال عبد الناصر و خطبه الرنانة و وهج حضوره الذي لم ينطفي حتى بعد رحيله . و مصر المحروسة لم تكن عبد الناصر فقط و لكنها كانت مصدر إشعاع علمي و ثقافي سطعت انواره على الوطن العربي بأسره ، كما أنها بما عرفت به من بحبوحة في العيش في ذلك الوقت و لرحابة صدرها -التي كانت عليه ولاتزال- كانت الأم الرؤوم لكل الاقطار العربية ، تقف معها في محنتها و تساندها بخيراتها التي كانت تزخر بها و التي انفقتها برحابة صدر دون منّ أو أذى على الاقطار العربية التي كانت تشق طريقها و تشيد صروح مستقبلها . نحن هنا في ليبيا أقرب إلى مصر من سوانا بحكم الجيرة و المصاهرة و المصالح المشتركة ، كما أن علاقة الشعبين وثيقة جدا و لم تتأثر يوما بالتجاذبات السياسية و المشاحنات التي تحدث أحيانا بين السلطات الحاكمة في البلدين و التي غالبا ما تنتهي إلى لا شيء فيما تتعزز الوشائج بين الشعبين الشقيقين و تزداد وثوقا .
مناسبة هذا الحديث دعوة كريمة تلقيتها باعزاز شديد من صديق العمر الدكتور ” يوسف الوحيشي ” لحضور حفل إشهار ” منظمة ترقي ” للدارسين بمصر و هي “منظمة أهلية نظمها و يعمل فيها تطوعا الذين درسوا و يدرسون في الشقيقة مصر ، و تأسست سعيا منهم من أجل تطوير علاقة الشعبين” التي تؤكد المنظمة انها ” علاقة أصيلة منذ بدء التاريخ كما هي علاقة عضوية ثقافيا و علميا و إستشرافيا لمستقبل البلدين ” و المنظمة تسعى إلى ” تجسيد هذه العلاقة في مشاريع أهلية في كافة المجالات التي ستكون ترجمة للتقارب المثمر و دعما للمهن التعليمية و الصحية و المجالات الاقتصادية و الزراعية و التجارية و الصناعية ” . لاشك انها دعوة كريمة تساهم بشكل عملي و فعّال في توطيد عرى المحبة و توثيق اواصر الأخوة بين الشعبين الشقيقين، و هي و إن كانت مقتصرة على من انخرطوا في المؤسسات التعليمية في مصر إلّا أنها تكون أكثر نفعا اذا ما فتحت المجال لكل من له علاقة ما بهذا البلد الشقيق و لديه ما يساهم به في إنجاح هذه الخطوة المباركة و يعين المنظمة التي يرئس مجلس إدارتها الدكتور المعروف “محمود الشتيوي” ويقود جمعيتها العمومية الدكتور النبيه “إدريس القائد” و الصفوة التي كانت وراء إشهارها لوجستيا تحقيقا لأهدافها التي تصب في مصلحة القطرين الشقيقين و تخدم تطلعات شعوب المنطقة التي لازال الأمل يحدوها في تحقيق الحلم القومي المنشود .

شاهد أيضاً

زيادة الوزن وطريق الموت

مع شاهي العصر: توجد دولة في جنوب أمريكا اسمها بوليڤيا بها شارع يعد أخطر شارع …