مع قهوة الصباح
بقلم: د.المهدي الخماس
الصراحة جميلة جدا وتساعد في وضوح النقاش والخروج بنتائج طيبة. الصراحة وعدم المجاملة كذلك أمران مهمان في الإجتماعات الرسمية. ولكن يجب الإنتباه للخط الفاصل بين الصراحة والوقاحة. الإنتباه الى الخط الفاصل بين الصراحة وقلة الأدب.
الإجتماعات الرسمية تسجل بها محاضر الإجتماعات ومع دخول التكنولوجيا يستمر النقاش أحيانا في صفحة المجموعة الإلكترونية. بغض النظر عن فارق السن وفارق الدرجة العلمية فالأدب جزء من استمرار النقاش والوصول الى نتائج متفق عليها. والأغلب أنها في الإتجاه الصحيح. عندما يكون النقاش والحوار بدون أي ضغوط فعلا تكون النتيجة إيجابية.
ولكن عندما يقل الإحترام وتزيد جرعة قلة الأدب فالأمر ينقلب الى مهزلة والنقاش يتحول الى سكوت عن الباطل وعزوف عن الصدق ويتم تفريغ محتويات الجهد من قيمته. فلنعطي مثلا.
تتكون لجنة بها الكثير من الأساتذة ذوي الخبرة ويتحاوروا لعدة شهور. عدة شهور من الرأي والرأي المخالف والمعلومة العلمية والإحترام والتقدير والإجتماعات لساعات طويلة وعند وصول خط النهاية يتم إضافة أعضاء جدد. وفي أول اجتماع بحضور عضو جديد لايملك من الخبرة الا قليلا كتب قائلا ” أنا على استعداد للعمل بهذه اللجنة ولكن اللجنة تحتاج تغيير في بعض الأعضاء ليكون النقاش مثمرا وليس حوار الطرشان كاجتماع اليوم. وعند محاولته التصليح كتب انا لم أرى عمل ذو فائدة. انا اسمع جعجعة ولاأرى طحين. وعند تنبيهه بقلة الأدب غضب وقال لزميله اقدر فيك كذا وكذا وكذا ولكن قلة الأدب مردودة عليك.
طبعا بالأكيد عندها يتوقف النقاش ويتوقف الحوار وربما يتوقف عمل اللجنة. ينقصنا وجود القدوة والمرشد للجيل الجديد. لو كان لديه من يرشده بالأكيد كان صبر وتداخل بطريقة أخرى. مثلا أنا لاأعرف مااتفقتم عليه الشهور الماضية وأتمنى أن اطلع على التقارير قبل أن أبدئ الرأي. حتى في أداب وأخلاقيات هدرزة المرابيع يجب أن تنتظر لتعرف لب النقاش قبل أن ترفع السلم بالعرض وتتفه كل من كان قبلك. عند عدم توفر المرشد البعض تختلط عليهم الصراحة والوقاحة والسفاهة. تريث وأعرف مكانك وأعرف مجرى النقاش لكي تتجنب صفة السفيه.
ولهذا اخوتي واخواتي وبالذات في الإجتماعات الرسمية حافظوا على الشعرة التي تفصل بين الصراحة والوقاحة ليستمر الحوار. المجاملة والتعبير بالسكوت عن الوقاحة ظاهرة منتشرة وندعوا الله أن يشفينا منها.