فتحية الجديدي
ماذا لو اعتبرنا أن مايطيل عمر العلاقة هو التنازل عن بعض الأشياء؟ حتما سيتهيأ لنا سؤال قد يدور في أذهان الكثيرين، ماحجم هذه التنازلات وماهي ؟ ..
الكثير من الناس يلجأ لهذا الحل عندما تتعقد العلاقات الثنائية ويطلب من الطرف الأضعف أن يبادر بهدنة سماح تغلفها بعض التنازلات التي احيانا لانفهما ولاتقودنا إلى معنى واحد وهو التخلي عن بعض الحقوق أو الانصراف عن الطموحات والتغاضي عن الأماني ودفنها إلى الأبد من أجل الابقاء على نمط العلاقة التي تهددها أسباب قوية وتضعفها عوامل كثيرة، الدفع بها بواسطة تفتيت الأهداف مهما كان نوعها !
نعود مرة أخرى لفلسفة قد تكون أقرب لفهم السياقات التي تقاد بها العلاقات الاجتماعية المختلفة المتمثلة في إخضاعها للمعيار المجتمعي للحفاظ عليها شكليًا لا روحيًا ! والاهتمام بما يقوله الآخرون عنها في حالات الفشل تناسيًا للمعيار الإنساني الذي يعتبر فوق كل شىء، والخروج بالخسارة من الحسابات المأخوذة منها وتجاهل بأن الخسارة مُرّة تقود للبحث عن نجاحات أخرى بدل الإخفاق الدائم، مايدفعنا للقول بأننا لسنا بحاجة إلى تزييف انفسنا للبقاء على «رتم» اجتماعي ثمنه نحن وأسباب المجتمع المعقد والتفكير أن الإخفاقات يأتي بعدها إعادة النظر والوصول إلى مانريد نضجًا لا خوفًا.