قصة قصيرة
سالم عبدالعظيم موسى
كـانـت الـقـاعة ضـيـّقة مـُظلـمة تـَعـُج بالـكثيرمـن الجالسين ، تزاحمتِ الأجساد الـمتـلاصـقـة لتـزيدها ضـيقـاً عـلى ضـيّق ،أضـف إلى ذلك فـلاَشـات الـكامـيرات الكـثيّـرة التي تـسّطـع في وجـوهـنا بـأستفزار لـتزيـّد من كـآبة المـشهد ، كـُل هذه الـفوضى جـعـلتني لا أتـابـع ذلـك الـمُحَـاضر رغـم مـَايـقـوّلوه من كـلام مـهـم، تَـشَتتَ أنـتـباهي تماماً وضـاقـت أنـْفـاسي، وشـعـرتُ برغـبـة قـويـّة للـخروج بـسـرعة من ذلك البـاب ، أخذ صـوت المـُحاضر يـختفي شـيئـاً فشـيئـاً ، ونـَفـَسي يـزداد أخـتناقاً، نـهضـتُ مـن مـقـعـدي وشـقّـيـت طـريقي بـصعوبة بـالغة نـحو بـاب الـقـاعة فـأنا لـم أعـدأسـتطـيع أحـتمـال هـذا الـوضـع ،خـرجت مـُسٰرع الـخُطى للبـوابة الكبيرة حيث قابلتني نسمات البحر التي ملأت بها رئتي منتشيا وأنطلقت مع ذلك الشارع ولم ألتفت.