بوضوح
بقلم / عبدالرزاق الداهش
(أندريس إنيستا) لاعب إسبانيا الفذ هو بالنسبة للدولة الإسبانية دافع ضرائب، ولهذا فهو سيدخل السجن مثل أي مواطن إسباني، لو أخفى عن مؤسسة الضرائب حتى مئة يورو من إجمالي دخله.
وعلى هذا النحو لاعبون آخرون، وفنانون، وأبطال أولمبيون، وكتاب، وأصحاب براءة اختراع مهمة .
فأداء الضريبة بالنسبة لأي دولة محترمة، أهم من حصد كل ميداليات دورة أولمبية، وأهم من منتخب كرة القدم، وأهم حتى من الفوز بكأس العالم.
لقد دخل السجن نجوم في الفن، والرياضة، كانوا أبطالا قوميين بالنسبة لبلدانهم، لا بداية بصوفيا لورين، ولا نهاية ببوبيسكو.
كم من تقرير صدر عن ديوان المحاسبة، أو الرقابة الإدارية عن حالة تهرب أو تحايل على الضرائب، ولم يصدر أمر قبض واحد بحق صاحب مصحة واحدة.
عشرات المصحات، والمستشفيات الخاصة تحقق عائدات بالملايين، حتى بات يقال بأن إيراد مصحة خاصة أفضل من إيراد حقل بترول، ولكن المصحة التي لم تقدم إقرارها بالخسارة، لم تقدمه منذ أعوام.
عشرات المستشفيات، والمصحات الخاصة، تذبح الليبيين، وتكبدهم فواتير باهظة حتى على (كح.. کح)، حتى لا نتكلم عن فواتير الإيواء، والتحاليل التي لا يحتاج لها المريض، وفي آخر الحلقة نكتشف أنها لا تدفع مليما واحدا للضرائب..
هل التساهل مع أصحاب المصحات هو مكافأة لهم، لقيامهم بحلب الناس، وبمنطق دعه يدفع، دعه يموت؟
نحن محتاجون إلى مباحث ضرائب، تضبط هذا التهرب الكبير، ومحتاجون لإعادة فهم للضرائب ليس كأداة جباية، بل كأداة لعدالة اجتماعية، ومنع الكسب غير المشروع.
عموما من لا يؤدي مال الدولة، لا يختلف على من يسرق هذا المال.