بقلم /ياسين محمد
تمخض الجمل فولد فأرا لا أكثر من ذلك ليقال إلا ما هو أسوأ عن خطة ترامب للاستسلام الفلسطيني وليس للسلام ولا أدري أين يمكن أن يوضع السلام في هذه الخطة وأقل ما توصف به الخطة الفضيحة ورئيس حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية والذي تنتظره المحاكم الإسرائيلية لوضعه في قفص الاتهام لا يكاد يتوقف عن التصفيق وتوزيع الابتسامات والثناء على ترامب ومن حضر مراسم طرح الخطة الأمريكية وخاصة المهندس كوشنر صهر الرئيس وكيف لا وقد سحب طلبه الذي كان قد قدمه للكنيست الإسرائيلي ليحضى بالحصانة من كل التهم الموجهة إليه وكأن لسان حاله يقول أنه عائد إلى سدة رئاسة الحكومة الإسرائيلية بكل هذه الهدايا التي يقدمها بابا ترامب وأنه رئيس الحكومة القادم بلا منازع لقد شاهدناه يكاد يطير من الفرح في مراسم خطة لا تصلح باختصار شديد حتى أن يعاد تدويرها كورق للحمّام وأن توضع في مراحيض الحكومة الأمريكية حتى لا تخرج من جديد لا هي ولا رائحتها الخبيثة .
أحيانا حين تأتي الأشياء وتصدر التصرفات المخجلة عن شخص طبيعي قد يقتله الخجل من بعض التصرفات التافهة والتي أحيانا لا تسيء لأحد إلا لصاحبها ولكن أن تأتي هذه التفاهات والتي ترتقي إلى مستوى الجريمة من أقوى دول العالم والمؤثر الأول في السياسات العالمية السياسية والاقتصادية وهذا الانحياز الفج لصالح كيان ما فلا شك أن هذا قد يضاف إلى الملف الذي يعده الديمقراطيون لعزل الرئيس الأمريكي ترامب وإبعاده عن السلطة أو على الأقل منع ترشحه لفترة رئاسية أخرى فحين لم يتجرأ أشد المتصهينين عن إبداء انحيازهم الشديد والعلني لصالح الدولة الصهيونية يأتي هذا الرئيس ليقدم الهدية تلو الأخرى لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين ناتنياهو الأمر الذي اعتبره خصومه من المعارضة الإسرائيلية تأييدا واضحا وتدخلا فجا في الانتخابات الإسرائيلية القادمة لصالح ناتنياهو الذي يواجه عدة تهم بالفساد من شأن أقلها أن ترسله إلى السجن لسنوات لتأتيه هذه النجدة من حليفه الأمريكي ليقدم إليه حبل النجاة الذي سيخرجه من مخاوفه هو الذي يصر على رئاسة الحكومة ليحضى بالحصانة التي تنقذه من السجن لعدة سنوات أخرى ومن يدري ما يكون بعدها
ردود الفعل العربية من العواصم العربية والتي لازال بإمكانها ان تفكر في هموم غير همومها كعادتها انقسمت حول الخطة الأمريكية مابين مرحب بالخطة ومابين رافض لها باعتبارها تقوض مسار السلام بكامله ومابين من طلب دراستها بتأن من قبل الطرفين أما الفلسطينيون فقد رفضوها جملة وتفصيلا وكيف لا وهي لا تترك شيئا على الأرض يمكن أن يطلق عليه اسم فلسطين اللهم إلا أرخبيل من قطع الأرض المتناثرة مع شارع من شوارع القدس ستختاره الدولة الصهيونية ليكون عاصمة مزعومة لهذه الدولة الفلسطينية الوهم والحلم مقابل بعض المليارات والمشاريع التافهة.