بقلم /علي مرعي
بعيد اغتيال سلاح الجو الأمريكي للقيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قرب مطار بغداد ، قامت إيران بإطلاق حزمة من الصواريخ الباليستية باتجاه القاعدة الأمريكية في العراق المسماة «عين الأسد» وهى ثانى أكبر القواعد الجوية الأمريكية بالعراق بعد قاعدة بلد ، وعلى الفور قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حجم القصف الذي لم ينتج عنه سوى خسائر مادية فقط بحسب قوله .
بالأمس أعلن الجيش الأمريكي عن إصابة 11 جنديا أمريكيا جراء القصف الإيراني للقاعدة ، وبعد ذلك أعلنت بعض الصحف الأمريكية عن إصابة 37 جنديأ أمريكيا بخلل في الدماغ وأيضا جراء القصف الإيراني للقاعدة .
إن حقيقة ما جرى فعلا من خسائر أمريكية في عين الأسد ما زال طي الكتمان ولم تشأ إدارة ترامب الإفصاح عنها ، في وقت أعلنت إيران أن الرئيس الأمريكي يمتنع عن قول الحقيقة وعن حجم الخسائر المادية والبشرية في القاعدة حتى لا يضع نفسه في مأزق داخل إدارته وأمام الرأي العام، خصوصا وأنه يخضع هذه الأيام للتحقيق بسبب إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس .
قاعدة عين الأسد كانت أولى ضربات إيران ، وتعد أول ضربة تتلقاها الولايات المتحدة في قواعدها منذ الحرب العالمية الثانية وبحسب الإيرانيين أن 80 جنديا أمريكيا قتلوا في هذا القصف ، وإذا ما صح هذا الخبر فإنها بكل المقاييس تعتبر ضربة من العيار الثقيل ، وما يؤكد صحة ذلك أن الإعلام الأمريكي بدأ في كل مرة يعلن عن حصيلة للخسائر بشكل متقطع وآخرها إصابة 37 جنديا يعانون من خلل في الدماغ.
القيادة المركزية الأمريكية أعلنت في وقت سابق أن قوات إضافية قد تم نقلها إلى منشأة طبية أمريكية في ألمانيا، بعد إصابتها في قصف إيران
وهذه القوات بحسب القيادة الأمريكية غير الـ 11، الذين أصيبوا في الضربات الصاروخية الإيرانية، إذا من هذا المنطلق يبدو أن الأرقام قابلة للزيادة .
وبصرف النظر عن حجم الخسائر ، فالولايات المتحدة وبحسب المراقبين قد أقرت صراحة بقوة الهجوم الإيراني الذي لم تتوقعه ،وهذا بحد ذاته يعطي إشارة بالغة الأهمية من إيران قادرة بما تملك من قوة صاروخية على الوصول إلى أي هدف أمريكي في المنطقة أو خارجها .
الرئيس ترامب تعمد الكذب على إدارته وعلى شعبه ، ربما يكون معذورا بالنظر إلى ما يواجهه من انتقادات في الداخل الأمريكي ، فهو ما أن يخرج من مشكلة حتى يقع في أخرى ، وآخرها استطلاع للرأي أظهر أن 49 % من الأمريكيين يقولون إنه ينبغي عزل دونالد ترامب من منصبه.
الجنود الأمريكان في قاعدة عين الأسد لم يتوقعوا قوة الانفجارات التي وقعت بل اعترفوا صراحة أن شيئا غير طبيعي كان يحدث في الهواء، ارتفاع في درجات الحرارة ، موجة الضغط التي حنت الباب وخلعته من مكانه، والمفاجأة غير المتوقعة صليات من الصواريخ الباليستية بدأت تتساقط علينا ، كان المنظر مرعبا ومخيفا .
امام هذه الشهادات للجنود الأمريكيين هل ما زال ترامب يتعمد الكذب والهروب من قول حقيقة ما جرى في القاعدة؟.