منصة الصباح
بين وقود مغشوش و"كاش" مفروض.. المواطن يدفع الثمن

بين وقود مغشوش و”كاش” مفروض.. المواطن يدفع الثمن

استطلاع وتصوير: أسماء كعال

تشهد محطات الوقود في طرابلس والمناطق المجاورة أزمة متكررة تتجلى في نقص الإمدادات وازدحام السيارات، حيث ينتظر المواطن ساعات طويلة لتعبئة سيارته، وسط استياء عام من سوء التوزيع وضعف الرقابة. الأزمة لم تعد مجرد نقص كميات، بل امتدت إلى تردي جودة الوقود وغياب الحلول الفعلية من الجهات المعنية.

قطاع حيوي يترنح
الغش في الوقود
الغش في الوقود

تعد محطات الوقود شريانًا أساسيًا لحياة الناس اليومية، لكنها في العاصمة تواجه أزمات متتالية، أبرزها نقص الإمدادات والغش في الوقود من خلال خلطه بالماء أو التلاعب في العدادات. كما تتفاقم المشكلة بانتشار السوق السوداء، حيث تُباع كميات بأسعار مضاعفة، ما يرهق المواطن ويقوض ثقة الناس بالمحطات.

عجز يومي وغش في الكميات
محمود الجبو
محمود الجبو

في جولة ميدانية بمنطقة عين زارة، تحدث محمود الجبو، مدير محطة رقم (298) التابعة لشركة ليبيا للنفط، قائلاً: “ندفع يوميًا نحو 40 ألف دينار لتزويد المحطة بسيارتين أو ثلاث وقود، لكننا نتسلم كميات ناقصة تصل أحيانًا إلى ألف لتر، دون أن نتلقى أي تعويض.”

وأضاف: “المشكلة لا تقتصر على النقص، بل تصل إلى الغش، فالوقود يكون أحيانًا ممزوجًا بالماء. لدينا جهاز للكشف عن التلاعب، وأعدنا شحنات مغشوشة رغم خصم 170 دينار من حسابنا، لأننا نرفض غش المواطن.”

وأشار الجبو إلى أن المحطة تعمل على مدار الساعة وتستهلك ما بين 3 إلى 4 شاحنات يوميًا، لكن الربح لا يتجاوز درهمًا واحدًا للتر. كما أكد أن انقطاع الكهرباء يزيد المعاناة، إذ يتحمل من نفقاته الخاصة تكلفة تشغيل المولد بالنافطة.

تأخر البواخر وزحام لا ينتهي
محمود عبد الحفيظ
محمود عبد الحفيظ

أما محمود عبد الحفيظ، مدير محطة القرقني رقم (75)، فيرى أن المشكلة الكبرى تكمن في تأخر البواخر المحملة بالوقود، ما يؤدي إلى ازدحام خانق أمام المحطات. يقول:

“تصلنا شحنة بحوالي 40 ألف لتر تكفي 800 سيارة فقط، وهذا لا يغطي الطلب الفعلي. الغش نادر لدينا، لكن النقص في الكميات وتأخر الإمداد هما السبب الأساسي في الأزمة.

وأوضح عبد الحفيظ أنه يعتمد على الدفع النقدي فقط، رافضًا استخدام البطاقات المصرفية في ظل ضعف الخدمات الإلكترونية.

أزمة تبحث عن حل
تأخر البواخر المحملة بالوقود سبب ازدحام المحطات
تأخر البواخر المحملة بالوقود سبب ازدحام المحطات

من خلال هذا الاستطلاع، تتضح ملامح أزمة مركبة: نقص في التوريد، غش في الجودة، وضعف في الرقابة.

وبينما يطالب أصحاب المحطات بالتعويض والتنظيم، يبقى المواطن الضحية الأولى في طوابير لا تنتهي.

ويبقى السؤال: متى يُعاد تنظيم توزيع الوقود بما يضمن العدالة ويخفف معاناة الناس؟

شاهد أيضاً

القطاع الخاص.. بين نصوص غائبة وتطبيق متعثر

القطاع الخاص.. بين نصوص غائبة وتطبيق متعثر

استطلاع وتصوير/ عفاف التاورغي يُعدّ القطاع الخاص ركيزة أساسية لأي اقتصاد يسعى إلى التطور والاستقرار، …