منصة الصباح

جائزة ليبيا للإبداع في موسمها الخامس..تكريم فرسان العطاء وأبطال التطوع في التنمية المجتمعية

مرايا اجتماعية

كتبت : كوثر الفرجاني

في إطار مساهمة رسالة جائزة ليبيا للإبداع الأهلية في جهود التنمية، سعت الجائزة في موسمها الخامس، إلى تبني عدة جوائز على مستوى (خدمة المجتمع والتنمية المجتمعية) تشجيعاً وتحفيزاً للأعمال التطوعية في خدمة المجتمع، سواءً بين الأفراد أو المنشآت، ومساندة منها في جهود الدولة في هذا الصدد.

وكان أن عملت الجائزة على أن تكون انطلاقتها بخطى ثابتة، ووفق المنهجية العلمية، عبر دراسة العديد من الأفكار والمقترحات، والاستعانة بخبرات متعددة، جرى فيها تبادل الأفكار، بهدف إقرار لائحة تحقق أهداف هذه الجائزة، وتستطيع أن تستوعب خريطة مبادرات العمل التطوعي والخيري والتي شهدت تنوعاً وتطوراً مميزاً خلال السنوات الماضية.

ومنذ دورتها الأولى شملت الجائزة عدة فروع ومستويات للتكريم، كان أبرزها ترشيحات خدمة المجتمع والتنمية المجتمعية، وتخصيص مساحة واسعة للتكريم لتشمل شخصيات ومؤسسات أهلية شكلت مثالا حيا للعطاء المجتمعي الخلاق.

رمز للعرفان

إن جائزة ليبيا للإبداع في موسمها الخامس وفاء لدورها وتكريسا منها للقيم النبيلة في هذا المجتمع، من الطبيعي أن تكرم فرسان العطاء، وأبطال التطوع في مجال خدمة المجتمع… فهي أسماء استحقت وعن جدارة أن تكون رمزاً للعرفان والتقدير … من أصحاب المبادرات الخيرية والتطوعية المميزة التي تسهم في تلبية احتياجات المجتمع، ومواكبة جهود الدولة في توفير خدمات خيرية وحيوية، وتساهم في الاستجابة السريعة أثناء الحروب والأزمات.

والجائزة وهي تعلي من قيم الخير والعرفان للمبدعين، تؤكد في موسمها الخامس أنها أنشئت ضمن مضامين إنسانية خيرة، وقامت على أسس وأهداف واضحة ومحددة، وفي مقدمتها استنهاض همم القطاع الأهلي ومضاعفة مشاركته في أداء الوظيفة الاجتماعية، وكذلك تحفيز الأفراد على تبني مبادرات العمل التطوعي باعتبارها أحد جناحي التنمية وتجسيداً لما يتسم به المجتمع من تكافل وتراحم وانتماء.

فرسان الظل

جائزة ليبيا للإبداع في موسمها الخامس تذكرت السيدة الفاضلة (خدوجة الشيلي) رائدة من رائدات العمل النسوي في ليبيا، ومن مؤسسي الاتحاد النسائي الليبي ومربية فاضلة، وأعطيت درع الإرادة لذوي القدرات الخاصة، من أصحاب الهمم والإرادة ممن قالوا لا للمستحيل وتحدوا الإعاقة، كما كرم مركز روح العطاء لذوي الإعاقة على كافة مجهوداته على صعيد تأهيل ذوي الإعاقة، وكانت هناك لمسة وفاء لدار الوفاء للمسنين، في حضور عدد من آبائنا وأمهاتنا من الدار.

ومن بلدية الجفرة تم تكريم الأستاذ (عياد الحجاري)، صاحب برنامج مع الأطفال بإذاعة الجفرة المحلية، والعضو بجمعية أطفال الجفرة وعدة منظمات تعنى بشؤون الطفل والأسرة ، وهو ناشط مدني في مجال الطفولة والمهرجانات التراثية المحلية، وله نشاط يحسب له على صعيد مدينة هون عاصمة الثقافة بالجنوب الليبي.

ثلاثية العطاء

كرمت الجائزة على مستوى المجتمع المدني جمعية ميلاد جديد للتنمية والعمل الخيري على عطائها غير المحدود في مختلف المجالات، كما كرم فريق عمل فيلم الأمل الذي أنتجته الجمعية، وكرم من أعضائها السيدة (عفاف عثمان الهوني)، التي تعد من السيدات الناشطات بالعمل الخيري والأهلي، وهي عضو في لجنة متابعة السجون، وعضو في الهلال الأحمر، ولها نشاطات متعددة ضمن برامج مؤسسات المجتمع المدني، وكانت قد ساهمت في تنظيم وتصميم مهرجانات السلام والمصالحة الوطنية التي أقامتها الجمعية في تونس ومصر، وشاركت في الانتخابات كمراقب محلي، وهي عضو في المؤتمر الأول لحرائر ليبيا في بنغازي، وعضو في مؤتمر الميثاق في مصراتة، ولها نشاط إنساني في مجال الإغاثة منذ 2011 في مخيمات النازحين، وعملت على تنشيط وتفعيل برنامج محطات السلام في مختلف مناطق وبلديات ليبيا، ومشاركات في مهرجانات السياحة والتراث، بالترويج للزي الوطني من خلال المشغولات اليدوية المصغرة، ومؤخرا ساهمت في الاستجابة العاجلة لمختلف الأزمات المتكررة التي حصلت ومازالت في العاصمة طرابلس، من خلال تجهيز مراكز الإيواء بالمدارس وتسكين المتضررين إلى توفير حصص الأغذية يوميا، وصولا إلى تقديم المساعدات العينية ، والمساهمة في برامج الدعم النفسي الاجتماعي وبرامج الترويح والترفيه، وغيره .

سيرة حياة المتطوعة الناشطة المدنية عفاف عثمان، حافلة بالكثير من المحطات والتحديات والمبادرات الخيرية والإنسانية ، وبالعودة إلى بداياتها والمؤثرين في حياتها كناشطة ومتطوعة وفارسة عطاء، اتضح من فحوى كلامها ان العطاء والخير والتطوع ثلاثية إنسانية شكلت شخصيتها منذ الطفولة، وهو ما جعل منها وجها معروفا يشار له بالبنان في مختلف المحافل والفعاليات المجتمعية، وهو ما أهلها عن جدارة لنيل جائزة ليبيا للإبداع في موسمها الخامس على مستوى التنمية المجتمعية.

أبطال التطوع

وما يميز هذا الاستحقاق ليس الجدارة والكفاءة والعطاء فحسب، بل لأنه جدير أن يناله مواطنون ليبيون بسطاء، لا يتبعون أية جهات اعتبارية أو حكومية، أو أحزاب أو تيارات سياسية، هم فقط مواطنون ليبيون تراهم في الأزمات والنكبات، متواجدون في أوقات المحن وقد شمروا عن سواعدهم للعطاء، وأذرعهم ممدودة للمساندة والمساعدة، فكان الاستحقاق فعليا وعمليا يعبر عن كل مفاهيم الصدق والعطاء اللامحدود، ويعطي قيمة مضافة لمعايير الاستحقاق المتعارف عليها عربيا ودوليا، ففي ليبيا جوائز لتكريم وتبجيل أبطال العطاء وفرسان التطوع، ممن نذروا أنفسهم وحياتهم لخدمة أوطانهم بلا مقابل، وأعطوا من قلوبهم قبل أن يعطوا بأيديهم البيضاء، وهو ما لمسناه في الموسم الخامس لجائزة ليبيا للإبداع.

على هامش جائزة ليبيا للإبداع التقينا بالسيدة (عفاف عثمان الهوني) التي أكدت على أهمية تكريم المتميزين في مجال خدمة المجتمع، والاهتمام بقيادات القطاعات الحيوية في المجتمع المدني التي تمس أفراده بشكل مباشر، وذلك لتحفيز القطاع الخاص والأهلي على تقديم كل ما بوسعه لخدمة هذه القطاعات الحيوية التي تمثل عصب الحياة المدنية، مشيرة إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص والأفراد في تنفيذ المبادرات ذات البعد الاجتماعي. وبخصوص التكريم قالت:

إن جائزة ليبيا للإبداع كرمت القامات والهامات في مجالات الفن والثقافة ولكن هذه المرة اتجهت إلى النشطاء المدنيين من أجل تحفيزهم نحو تقديم أفضل الخدمات في المجالات الحيوية لخدمة المجتمع، وتقديرهم عبر هذه الجائزة.

ودعت كافة النشطاء على اختلاف مستوياتهم إلى تقديم المبادرات الاجتماعية التي تصب في النهاية في مصلحة الوطن والمواطنين، لخلق ثقافة وأسلوب جديد وتعميمه على أكبر شريحة ممكنة وهو الأمر الذي سيساهم في ترسيخ ثقافات مجتمعية لدى أبناء هذا الوطن خاصة الشباب، وفي ختام حديثها ثمنت الجهود المبذولة من قبل القيمين على جائزة ليبيا للإبداع مشيرة إلى أن هذه الجائزة ماهي إلا محاولة لإبراز الجانب الخير الناصع في بلادنا، فالفائزون هم رمز لكثير من الخيرين الذين برزوا من خلال مبادراتهم وأعمالهم الكبيرة، والذين يحاولون أن يردوا بعض الدين لوطنهم.

شاهد أيضاً

وحدة دعم المرأة تشارك في إطلاق الأكاديمية الدولية للمرأة الرائدة

شاركت وحدة دعم المرأة بالمفوضية العليا للانتخابات في إطلاق الأكاديمية الدولية للمرأة الرائدة، وذلك ضمن …