منصة الصباح
الكاتب عماد الدين المدولي ..... اكتب لفتح الابواب المغلقة ،ودهاليز اكثر غموضا ...!

الكاتب عماد الدين المدولي…اكتب لفتح الأبواب المغلقة ،ودهاليز أكثر غموضا …!

حاورته …حنان علي كابو

ضيفى سليل أسرة اذاعية ….أستهوته الكتابة منذ الصغر …كتب عن الخيال والفنتازيا يسير في ازقة الغموض التي يفضلها …

اولاد روحه تسع ،تنقل بخفة وحنكة بينهم بين روايات وقصص قصيرة ومقالات وتوثيق ..

في هذا الحوار تتبعت خيط الكتابة لديه …عن طيف مدينة وعن الحنين الذي يقض مضجعه وذاكرته …عن بالغ سعادته بكتبه وعن روايته الأخيرة التي يخوض في كتابتها …..

الأسئلة محرك الكتابة …

تنطلق الكتابة لديك من بئر من التساؤلات عمن يبحث المدولي في الكتابة؟

– أنا منذ الصغر كثير التساؤلات كثير الفضول ونهم للمعرفة خصوصا في الأمور الغيبية والغامضة.. كما أن الأسئلة دائما هي المحرك الرئيسي للكتابة ليس لي أنا فقط… ربما أحاول الحصول على الإجابات من خلالها، وربما هي مجرد مسكنات لكي أهداء… أو حتى نوع من الاستفزاز الشخصي لطرح المزيد من الأسئلة وبالتالي المزيد من الكتابة.

_هل في الكتابة إجابة ام فتح دهاليز من التساؤل؟

– الأسئلة لا تنتهي ولا تتوقف حتى موت الشخص.. لذا كما أسلفت هي لفتح أبواب أخرى مغلقة ودهاليز أكثر غموضا.

_ تتكيء على ذاكرة حية التقطت كل مشاهدتها من الطفولة ومرورك إلى …بماذا كنت تفكر أثناء هذا التوثيق ؟

– وهبني الله ذاكرة بعيدة المدى خصوصا بين التفاصيل الصغيرة.. لذا وجدت نفسي في كتابة الذكريات بتفاصيلها الدقيقة وطورتها مع إضافة لمسة ساخرة خلال الكتابة عن الذكريات.. هذا النوع احببته ولله الحمد نال رضا الكثيرين.

اكتب ما احب …

_تميل للخيال والفنتازبا هل تبحث عن حرية ضائعة ؟

– الفانتازيا والخيال العلمي محركهما واحد.. وهو الفضول وكثرة التساؤل… كما أن الكتابة خصوصا للفانتازيا يحررك من الكثير من القواعد الطبيعية… فأنت ترسم عالمك وكل ما تريده أن يكون هناك، أنت من يشكل القواعد والقوانين وهي تبقى كذلك حتى وإن خالفت المعروف لدينا لأنه كما قلت أنت من يصنعها.. لكن يتوجب علي القول أن الحرية ليست فقط هي وراء حبي للفانتازيا والخيال والرعب أيضا، هناك ميول أيضا لهذا الجانب حتى بالقراءة أو من خلال المشاهدة “أفلام وثائقيات إلخ” كل ماهو غامض وغريب.

ربما في مجتمعاتنا لا نقدر كثيرا هذا النوع من الكتابة عكس العالم الغربي، لكنني دائما أقف خلف قاعدة مهمة وهو أن تكتب ما تحب لا ما يحبه الآخرين.

قفلة الكاتب …

_متى تصبح الكتابة تورط وقيد ؟

– إذا كنت تجبر نفسك على الكتابة حينها سيكون تورط.. غير ذلك لا أعتقد أن من يحب ويستمتع بالكتابة يمكنه اعتبارها قيد أو تورط.. هناك فترات يمكن للكاتب أن يعاني من قلة الأفكار أو ما يعرف “قفلة الكاتب” يشعر أن الأفكار قد نضبت ولم يعد قادرا على استكمال العمل او البدء في عمل جديد… لكن هذه الحالات لا تستمر دائما وليس لها علاقة بقدرات الكاتب المهنية ويمكن علاجها بطرق عدة منها التوقف عن كتابة العمل نفسه واللجوء إلى كتابات أخرى أو القراءة وربما الأكثر أهمية هو علاج أي توتر محيط به الذي ربما يكون سبب وراء وصوله إلى هذه المرحلة.

الكتابة جزء من المعرفة .

_ماذا يؤرقك ككاتب ؟

– لا شيء يؤرق الانسان مثل المعرفة.. الكتابة جزء من المعرفة لذا بالتأكيد ستكون جزءا من المعاناة، وهذا لا يعني شيئا بالنسبة لي أنا من أختار هذا المسلك لذا أنا استمتع به وبمعناته.

_طيف مدينة هل هي أدب سيرة في ثوب الحرب توثق من خلالها ذكريات يجرك الحنين إليها ؟

– بالطبع هناك حنين ظاهر في الرواية.. الحنين إلى مسقط رأسي ومهد الطفولة ومرتع الصبا والشباب.. حاولت في الرواية أن أكون حياديا إلى أبعد حد، هي للتوثيق على الأقل من طرف معين، لأن الأحداث والتواريخ إن لم نكتبها سيكتبها غيرنا وفق رؤيتهم ومع مرور الوقت ستبقى هي الحقيقة…. لذا كان واجبا توثيق رؤيتنا لما حدث.

_من منكما يلتهم الآخر، انت ام الكتابة ؟

– أتمنى أن لا يكون هناك التهام.. لكن إن حدث ذلك أعتقد أن الكتابة هي من سينتصر وسأكون أنا وجبتها بكل سهولة.

_هل كانت الحرب محفز حقيقيا للكتابة كنوع من السخرية منها ؟

– لا لم تكن الحرب هي الحافز.. أنا شخصية أملك بعض الصفات الساخرة.. وعندما دمجتها بموهبة الذاكرة العميقة والتفصيلية أعتقد – والرأي للقارئ- أنني تمكنت من إخراج نص جيد ومقبول، أما الحرب فلها تأثيرات أخرى ربما الحنين أكثرها.

_ كتبت “فبراير جاءت متأخرة ونحن ندفع ثمن هذا التأخير ،هل كانت ضربيتها فادحة ومرهقة؟

– هذه قاعدة وسنة كونية… أي مجتمع يخضع للاستبداد سنوات طويلة ويرضى به ويخنع، سيكون ضريبة التخلص منه فادحة.. كأنه ثمن لكل سنوات الخنوع، ندفعه اليوم.. الرضا بالظلم والخنوع ليس كارثة وقتية فقط، بل ضررها يمس المستقبل نسأل الله السلامة، ونأمل أن يستقيم حالنا إلى ما هو أفضل.

_قرابة 9 كتب ،أهمية الإصدار في حياتك ؟

كيف يمكنني وصف الفرحة بالإصدار أقل ما يمكن قوله ومنا يصفونها دائما هي مثل سعادتك بـــ “المولد الجديد”، وبالتأكيد هو شعور جميل لرؤية كتابك على الأرفف في المكتبات والمعارض أو رؤية شخص ما يتصفحه أو يكتب عنه وكما يقول الكاتب المصري يوسف إدريس ” أن تؤلف كتابا، أن يقتينه غريب في مدينة غريبة، أن يقراءه ليلا، أن يختلج قلبه لسطر يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة”.

كتاب أحوال صحافية

_في أحوال صحافية كتبت عن شيء من الفظاعة ،هل انتابك بعض من الندم لاختيارك مهنة لا يمكنك أن تمارسها كما ينبغي …؟

– لا يخفى على أحد الوضع الصعب الذي تمر به البلاد وهو ما انعكس على كل المؤسسات والأعمال ربما بشيء أكثر قليلا على الصحافة.. وحتى نكون أكثر صراحة فإن الصحافة في بعض الحالات هي جزء من المشكلة، لذا في كتابي والمقالات المنشورة فيه تحدثت عن الصعوبات التي نعاني منها في أعمالنا الصحفية وكذلك لم أتجنب الحديث عن الأخطاء والتجاوزات التي يقوم بها بعض الصحفيين والمؤسسات الإعلامية… عموما مشاكل الصحافة ليست في ليبيا فقط ربما نحن نعاني أكثر لكنها معروفة عالميا بمهنة المتاعب وفي جميع الأحوال من الصعب ممارستها بأريحية أو كما ينبغي في كل مكان في العالم.

_ما الإضافة التي ستقدمها في كتابك قيد الطباعة عن الإعلام الليبي في سبعة عقود …؟

– الكتاب ليس محاولة لتوثيق المراحل التي مر بها الإعلام الليبي منذ الاستقلال فقط… تحدثت عن تأثير الإعلام– كل فصل على حدة- على صناعة الرأي العام في كل حقبة سواء كان هذا التأثير بالسلب أو الإيجاب مع ذكر كل المصادر والتي تم الاعتماد عليها في هذا الجانب… عملت في الكتاب على ذكر أبرز الشخصيات الصحفية وأبرز المؤسسات التي ظهرت منذ الاستقلال والقوانين التي نظمت عمله.. أتمنى أن يكون هذا العمل مفيد للمكتبة الليبية خصوصا في مجال الإعلام الذي نعاني من ندرة في كتبه ومصادره.

علمت إنك بصدد كتابة رواية تاريخية عن الحكم القرمائلي في ليبيا …لماذا هذه الحقبة بالذات …حدثني عن خيوط سردك في هذه الرواية ؟

– ربما هي جراءة مني لتجربة الكتابة في التاريخ… مع ميولي للخيال والفانتازيا أنا محب جدا للتاريخ.. ربما لأن هناك رابط بينهم ألا وهو الغموض …

أخترت هذه الحقبة لان فيها الكثير ما يقال.. عن تاريخ مشرف للدولة الليبية وبحريتها وصولا إلى انحدارها وفسادها وحتى سقوطها.. ستكون رواية تاريخية اجتماعية عن تلك الحقبة وعن الثمن الذي دفعه الناس البسطاء من صراع الأشقاء في السلطة.

أجيد الكتابة أكثر من الحديث .

سليل أسرة إذاعية إعلامية لها تاريخ مشرف …لماذا فضلت تخصص الصحافة بعيدا عن الإذاعة؟

– ربما لأنني أجيد الكتابة أكثر من الحديث.. الوالد رحمه الله كان مذيعا وكاتبا والوالدة حفظها الله مذيعة أيضا، لكنني فضلت أن أكون صحفيا.. وعلى العموم درست الإعلام وتخصصت في العلاقات العامة لكنني كتبت في الصحف منذ دراستي الجامعية وكتبت القصص القصيرة منذ مرحلة الإعدادية والثانوي… حتى مع عملي الحالي كصحفي ومسؤول عن البرامج هناك دائما عروض بأن أكون مقدما تلفزيونيا لكنني دائما أحب العمل خلف الكواليس وأعيد أكرر ربما راجع ذلك لتفوق الكتابة عندي عن الظهور.. أقول ربما..!

شاهد أيضاً

الرمز في القرآن" الكبتي يعيد كتابًا للصادق النيهوم بطبعة منقحة ومصححة

“الرمز في القرآن” الكبتي يعيد كتابًا للصادق النيهوم بطبعة منقحة ومصححة

أعلنت مكتبة الكون و مؤسسة بوابة الوسط عن صدور طبعة جديدة ومنقحة من كتاب “الرمز …