منصة الصباح

“النجدين 2”.. سردية متطورة في الآداء والإخراج

حمزة جبودة

بدأ الجزء الثاني من مسلسل “النجدين” بداية أكثر تطورًا من الجزء الأولى للعمل، من السرد الدرامي إلى الغوص في شخصية “حسن”- الفنان أصيل بحير- الذي كان آداءه موفقًا وأكثر حيوية، مقارنة بالجزء الأول، الذي لعِب فيه دور قليل الكلام وكثير التأمل والتشتت.

خفايا السجون:

يعيش “حسن” أيامه الأصعب داخل السجن، بعد أن اكتشف أنه يصارع وحده لإنقاذ أخيه “حسين” الذي فقد وعيه ويعيش في غيبوبة، وهذا الصراع له خلفيات سابقة بدأت في الجزء الأول، مع مجموعة من الفاسدين الذين يملكون نفوذًا واسعًا في ليبيا.

شخصية “حسن”- الفنان أصيل بحير- شخصية مركّبة، ليس شريرًا وليس طيبًا، هو يتعامل مع الحياة وِفق ما يعيشه وما يشعر به، متردد في كل شيء، باستثناء شيء واحد فقط، هو شقيقه التوأم “حسين”.

المُلفت في الجزء الثاني من “النجدين” أنه أكثر تركيزًا من الجزء الأول، حيث يبدأ من الحلقة الأولى وإلى الحلقة الرابعة وربما يستمر لأكثر في الحلقات القادمة، من السجن،

الذي يحدث فيه كل الصفقات المشبوهة والمتورط فيها بعض ضباط السجن، مع مشاهد لقصص السجناء تمحورت حول قضاياهم، منهم القاتل ومنهم البريء الذي ورطوه، ومنهم من يحاول أن يصنع لنفسه زعامة على كل السجناء وله ضباط يخدمون مصالحه إن طلب منهم شيء.

في إحدى المشاهد، كان لسجين ضرب أمه، وبمجرد أن عرف بقية السجناء أن هذا السجين ضرب أمه، انزعجوا وبدأوا في ضربه بقوة، قائلين له بغضب عبارات وجمل عن بر الوالدين.

في هذا المشهد نرى أن السجين ليس شيطانًا ولا ملاكًا، هي الظروف التي قد تكون أجبرته على ارتكاب فِعلٍ غير قانونيّ، وهنا لا نبرر الجريمة، ولكن نوضح أن السجين له عائلة وأطفال وله دائرته المقربة التي يحبها ويخاف عليها، السجين بشر قادته الظروف والأسباب إلى السجن.

وكل سجين لديه “الجِذر الإنساني” قد يخرج في لحظة وقد لا يخرج أبدًا، في بعض الحالات.

وكما قلنا في بداية حديثنا عن “النجدين 2″، هو عمل فيه تغيير نوعي ومختلف عن الجزء الأول، من كل الزوايا، النص والحوار والآداء والإخراج.

وسنتابع معًا، المسلسل، للحديث أكثر عن أحداثه التي بدأت تتصاعد مع الحلقة الرابعة.

شاهد أيضاً

الطرابلسي يناقش مع تيته دور وزارة الداخلية في تأمين الانتخابات

ناقش وزير الداخلية عماد الطرابلسي، مع الممثلة الخاصة للأمين العام هانا تيته، دور الوزارة في …