منصة الصباح

ادّعاء الفن.. والفن

 

كلامنشوف

بقلم / نصرالدين الورشفاني

 

الفرق بطببعة الأمر شاسع، بين أن تكون  فنان أو شبه فنان أو مدعي للفن مؤكد الأمر ليس  سهلا.. فأن تكون فنان حقيقيا يحتاج الأمر لممارسة فترة من الزمن وأن تبتلى بتقمص دور الفنان فتلك أحد أهم عوامل التزييف، وأما عن مؤشرات أن تكون فنانا مبدعا فهي كثير ولكن تعتريها الحساسية لأبعد حد ممكن ولاشك أن أحد أهم هذه الفروقات بين الفنان الحقيقي والمدّعي هي كمية الاطلاع وكمية ممارسة الثقافة الفنية أو الخلفية الفنية أحدهم وبالتأكيد التشدق بالفن هو مايميز المدعي والمتقمص.. ولكن لماذا يدعي أحدنا الفن؟ لأسباب كثيرة نذكر منها مأزق التواجد بين كوادر الوسط ومنها عدم انخراط الشخص في المجموعة انخراطا حقيقيا لاتشوبه ميول للأنانية ولاينغص عليه السعي خلف المكاسب الشخصية.. من هنا تبدأ تربية الفنان .. نعم  فالفنان يتربى مع الاكتساب طبعا ومع مدى مداركه وموهبته التي حباها بها الله ، ومع هذا يبقى  السؤال الذي يحمل إجابات كثيرة هو لماذا يدّعي الفنان أنه فنا أو الحاجة لذلك إن كان لايملك ابسط المواصفات المطلوبة.

فالفنان سيكون ناجحا بشرط أن تتوافر فيه الظروف الصحيحة، وسيكون فعالا لدرجة ما، ومؤكد أنه سيبلى بلاء حسن أن وضع في المكان الصحيح، أما عن الدعي فستجده تائه تحركه المصلحة  ويستفاد منه بوجوه أخرى وسيعامل آجلا أم عاجلا كدخيل وليس فنانا، وسيعرفه الآخرون من  رائحته فرائحة الإدعاء واضحة للعيان بل ويسهل اشتمامها وتذوقها، ومن حسن حظ المدّعي أن  يجد له وسطا هشا ضعيفا ينمو ويتكاثر فيه فهو كالبكتريا الضارة، فكلما كان الوسط ليس حصينا ولامنيعا يسهل على الكثير اختراق جدرانه ونخر أساسه، وتوجد كثير من المعايير التي يجب  على الوسط إدراكها والتعرف عليها إن توفرت طبعا البيئة المناسبة، أما عن التحصين ضد هذه  الفيروسات أو البكتريا فالأمر يحتاج لزمن لكي تكتشف هذه الآفات.

شاهد أيضاً

التومي على مذكرة تعاون مع وزارة اللامركزية الجيبوتي

الصباح وقع وزير الحكم المحلي بدر الدين التومي ، و وزير اللامركزية الجيبوتي قاسم هارون …