الصباح-وكالات
أنجز الرئيس المكلف تشكيل الحكومة اللبنانية حسان دياب، لقاءاته مع النواب، متوصلاً إلى أمرين ثابتين؛ الأول هو إجماع الكتل النيابية على قيام حكومة اختصاصيين لإنقاذ البلاد من الأزمات الاقتصادية والعيشية، والثاني تأكيد تيار «المستقبل» و»القوات اللبنانية» و»الكتائب اللبنانية» عدم المشاركة في الحكومة، رغم دعوات أطراف آخرين لتمثيل جميع الشرائح البرلمانية فيها.
وكان لافتاً أن الاستشارات التي عقدها دياب، السبت، في البرلمان مع الكتل السياسية، قاطعتها كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يترأسها النائب تيمور جنبلاط، وغاب عنها رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي، وقاطعها النائب نهاد المشنوق الذي اعتبر أن الذهنية السياسية التي أدت إلى هذا التكليف، هي ذهنية لا تزال تعاند الحقائق السياسية على الأرض بعد 17 أكتوبر وتعكس عدم فهم خطير لحقيقة الأزمة في لبنان، ولطبيعة الحلول الواجبة كي لا ننحدر بالبلاد ومصالح اللبنانيين إلى مخاطر إضافية، تزيد من أعباء الحصار العربي والدولي على لبنان. ورأى أن التكليف، وإن تمتع بالحد الأدنى من المواصفات الدستورية، إلا أنه تكليف يفتقر إلى السند الميثاقي.
ولم يعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، موقفاً خاصاً بالاستشارات بعد لقاء الرئيس المكلف، تاركاً الأمر لكتلة «المستقبل» التي أعلنت أنها لن تشارك في الحكومة «لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة. وطالب نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي، بحكومة مصغرة تأخذ في الاعتبار الجانب الذي يرعى ما كانوا يدعون به أنه مطالب المجتمع الدولي، فيما قال الرئيس تمام سلام: إن مطالبي للبنانيين وقف سوء الممارسة لنصل إلى مخرج، نافياً أن يكون يعرقل داعياً للأخذ في الاعتبار الشارع الذي نتمنى أن يعبر عن غضبه دون تعكير السلم الأهلي. وقال وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال رئيس «تكتل لبنان القوي» جبران باسيل، بعد لقائه دياب: لم نتقدم بأي مطلب للرئيس المكلف، وما نطالب به هو توفر عناصر النجاح والفعالية للحكومة، نريد وزراء (نضاف وأوادم) وأصحاب جدارة واختصاص.
ودعت كتلة «التنمية والتحرير» إلى وجوب أن تنصب كل الجهود لتشكيل حكومة طوارئ إنقاذية من الأزمة الاقتصادية والمالية والاجتماعية والمصرفية الخانقة، خصوصاً وأن استمرارها سيرتب مخاطر كبرى لا نهاية لها إن لم نعجل بتشكيل حكومة تسارع لاتخاذ الإجراءات والإصلاحات المطلوبة. من جهتها، رأت كتلة «حزب الله» النيابية (الوفاء للمقاومة)، أن الحكومة بقدر ما تكون أوسع تمثيلاً، توفر وقتاً، وتساعد على الإنجاز، وأيضاً لا أحد بذهنه أن تكون الحكومة حكومة مواجهة، ولا حكومة تحدٍ لأحد، ولا حكومة لون واحد، هذه الحكومة يجب أن تستجيب لوجع اللبنانيين، وأن توفر الأمن والاستقرار. من جهته، قال النائب جورج عدوان باسم تكتل «الجمهورية القوية»، إن (حزب القوات) ليس لديه أي مطلب كحزب، بل يهمنا حكومة مؤلفة من اختصاصيين،
واعتبرت كتلة نواب «الوسط المستقل» أن المرحلة الحالية تتطلب إجراءات استثنائية جداً، التي تتطلب فريق عمل متخصص مستقل، ويمكنه أن يعطي الثقة أولاً للمجلس النيابي، خصوصاً للشعب.
وكرر رئيس «حزب الكتائب» النائب سامي الجميل، موقف الحزب، بأن الحل الوحيد اليوم هو الذهاب إلى انتخابات نيابية مبكرة حتى يتمكن الشعب من رفض هذه السلطة من أولها إلى آخرها.