منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
بقلم “: آمنة الهشيك / أستاذة قانون
نتعرض جميعنا أثناء قيادة السيارة لعبور أحد المارة الطريق بعشوائية وهو منشغل بهاتفه الذكي ، دون أن يكلف نفسه النظر إلى اليمين واليسار لتوخي الحذر والتأكد من عدم وجود سيارات قريبة منه ، حتى أن البعض يعمد على تباطؤ خطواته أثناء قطع الطريق ظنا منه أن هذا السلوك مباح ، وفي الواقع أن هناك نصوص تجرم هذه الأفعال ، فالقطع العشوائي للطريق وعدم التزام المشاة بالأماكن المخصصة لعبور الطريق ، يفقد قائد المركبة الآلية القدرة على التحكم في سرعته مما يؤدي إلى دهسه وإحداث إصابات قد تكون خطيرة ، لذلك هناك التزامات تقع على عاتق المشاة أثناء قطع الطرق ، لا سيما وأن الطرق مزودة بأرصفة وجسور خاصة للمشاة ، كما أنه تم وضع حواجز في الطرق السريعة بهدف منع العبور العشوائي للمشاة.
ونظرا لإن هذه الأفعال تعد من الأحكام التفصيلية فقد فوض المشرع الليبي وزارة العدل وذلك قبل التعديل بموجب المادة (30) من (قانون المرور) إصدار القرارات اللزمة ، ففي القرار رقم (247 ) لسنة ” 1994 بشأن تحديد أحكام وقواعد المرور وإشاراته وآدابه تنص المادة ( 62 ) على ” أنه يجب على المشاة في حال سيرهم أن يسيروا جوانب نهر الطريق ، أو على الأرصفة في حال وجودها ” وفي المادة ( 69 ) ” لا يجوز للمشاة قراءة صحف أو أي شيء أثناء سيرهم على الرصيف أو عبورهم الطريق ” فقد قرر لهم عقوبة في المادة ( 64) من قانون المرور رقم ( 11) وهي الغرامة لا تزيد على عشرة دنانير ، ونظرا لأن هذه التجاوزات تسببت في زيادة نسبة حوادث الدهس ، لابد من إدخال هذه العقوبة حيز التنفيذ ، وذلك بعد تعديلها فهي تعد غير رادعة مقارنة مع ما قد ينتج عنها من إصابات ، بحيث تكون لا تقل عن مائتي دينار ، على أن تزاد الغرامة بحسب مقدار الخطر المحتمل بحيث تمنع ارتكاب السلوك بهدف الحفاظ على سلامتهم وتجنب وقوع حوادث أكثر.
وبهذا لابد من مراعاة تعليمات وآداب الطريق وتكثيف حملات التوعية تهدف لزيادة الوعي وتعزيز سلامة المشاة ، فحتى وإن كان القانون يلزم قائد المركبة بأن يكون أكثر حرصا وانتباها ومنح الأولوية في العبور للمشاة خاصة في الأماكن المزدحمة ، ولكن مع ذلك يجب أخذ الحيطة والحذر أثناء قطع الطريق فليس كل من يقود مركبة آلية هو مؤهل لقيادتها كما أن الله يقول “ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ”
الآية (195 ) سورة البقرة
