جاء فـــي تعليـــق رئيس لصحيفـــة القدس العربـــي الصـــادرة فـــي لنـــدن تحـــت عنـــوان “الســـر الباتع” للإمارات في مصر والســـودان “: ” تزامـــن حدثـــان سياســـيان فـــي كل مـــن مصـــر والســـودان ليظهـــرا اســـتفحالا لنفـــوذ دولة الإمـــارات الجلي على كل من الرئيســـين ، المصـــري عبد الفتاح السيســـي وســـميه في الإســـم ، عبـــد الفتـــاح البرهان » .
وأوضحـــت الصحيفة بـــأن الأمر يتعلق ، فـــي الحالـــة المصرية، بقضية كشـــف موقع “مـــدى مصـــر” الإخبـــاري عـــن قـــرار بإبعـــاد السيســـي لنجلـــه الأكبر محمود عن المشـــهد السياســـي في البـــلاد وتكليفـــه بـ” مهمة عمل طويلـــة فـــي بعثة مصـــر العاملة في روســـيا”،
وهو ما نســـبه الموقع إلـــى “نصيحة” إماراتية للرئيـــس ، بعـــد تقارير حول فشـــل السيســـي ّ الإبن فـــي إدارة ملفـــات خطيرة ممـــا “أضر بصـــورة الرئيـــس والأســـرة” وبـــات “شـــكل تهديـــدا لاســـتقرار النظام بشـــكل عام”.
ومضـــت القـــدس قائلـــة : “النصيحـــة” جاءت، حســـب التقريـــر، من محمـــد بن زايد ولي عهـــد أبو ظبي
شـــخصيا، وهو أمر يمكن أن يفســـر بأكثـــر مـــن طريقـــة، اولها طبعا أن ولـــي عهـــد الإمـــارات ليـــس مطلعا بشـــكل مباشـــر على الأو ضـــاع المصرية فحســـب بل ّ إنـــه يتدخل في أهم الشـــؤون الأمنيـــة المصرية ، بماّ فيهـــا ما يخص أســـرة السيســـي نفســـه، والكلام عن حـــدث “يهـــدد اســـتقرار النظـــام” يعنـــي أن بـــن زايد يتصـــرف كمندوب ســـام لقوة عظمـــى تحكم البلاد
أو باعتبـــاره رئيســـا لرئيس الجمهورية نفســـه!
وقالـــت الصحيفـــة : » الفكـــرة الثانيـــة التـــي يمكـــن اســـتنتاجها هـــي أن أربـــاب الأجهـــزة الأمنية المصريـــة لا يجـــرؤون علـــى “نصيحـــة” السيســـي فيمـــا يخص شـــؤون نجلـــه الأمنية أو السياســـية ، أون السيســـي لـــن يســـتمع لنصائـــح مـــن هـــذا القبيل،ومجـــيء النصيحـــة مـــن أبـــو ظبـــي مباشـــرة، يعنـــي إمـــا أن لـــدى الإمـــارات القـــدرة علـــى الاطـــلاع على مـــا يجـــري فـــي داخـــل الأجهـــزة الأمنيـــة، أو أن تلك الأجهـــزة الأمنيـــة تقـــوم بالتقريـــر أو بالشـــكاية إليها مباشـــرة ومطالبتهـــا بالتدخـــل! وعـــن نفـــوذ الإمـــارات فـــي الســـودان ،
تضيف القـــدس “تجلـــى فـــي تصريـــح لرئيـــس المجلـــس الســـيادي عبـــد الفتاح البرهان قال فيه إن الســـعودية والإمـــارات ظلتـــا تدعمان الســـودان منذ اســـتقلاله ، ّ وهـــو تصريـــح عجيـــب حقـــا لأن الســـودان اســـتقلّت عـــام 1956 أي قبل اســـتقلال دولة الامــارات ( التي اســـتقلت عـــام 1971 )بـ15 ســـنة.
وأوضحـــت الصحيفـــة ” فـــي أحـــد اللقـــاءات التلفزيونيـــة معـــه ، ذكـــر البرهـــان أن والـــده تنبـــأ له بحكـــم الســـودان، كمـــا أن السيســـي ذكـــر مـــرة أنـــه رأى الســـادات (الرئيـــس الأســـبق لمصر) فـــي المنام وأخبـــره أنـــه ســـيصبح رئيســـا للجمهوريـــة مثله، وهو مـــا يعنـــي أن السيســـي والبرهـــان يتمتعـــان بقدرات روحانيـــة كبيـــرة مكنتهما من الوصول إلـــى المنصبين الكبيريـــن فـــي بلديهمـــا، ولكـــن هـــذه التنبـــؤات والمنامات لا تفســـر “الســـر الباتـــع” الكبير للإمارات فـــي بلديهمـــا، الذي يصل إلـــى إبعاد السيســـي لنجله .
بنـــاء علـــى نصيحـــة مـــن بـــن زايـــد شـــخصيا، ودعم الإمارات للســـودان قبـــل أن تصبح دولـــة معروفة في العالـــم بـ15 ســـنة » .