عبدالرزاق الداهش
توني ميتشل صار ليبيًا، وصار اسمه محمد فؤاد عبدالستار، دفعة واحدة.
الرجل لا علاقة له بأي قبيلة ليبية، ولا بأي مكون ليبي، ولا بأي مواطن اسمه فؤاد، أو عبدالستار.
وميتشل أو عبدالستار لم يسبق له الوقوف في طابور المخبز، أو محطة البنزين، أو أسطوانات الغاز.
والرجل الذي صار يحمل رقما وطنيا، لم يكن قبل أشهر، يفرق بين ليبيا، وليبيريا.
ولكي يحفظ “أخونا” محمد فؤاد النشيد الوطني فقد يحتاج إلى عام وأكثر لتعلم اللغة العربية.
ولا ادري على وجه الدقة ما إذا كان ميتشل سابق قد نطق بالشهادتين، أو لم ينطق.
والأهم ان ليبيا هي من جرت إليه، وليس هو من ركض للحصول على جنسيتها.
اذن فالسيد ليس محتاج إلى جنسية ليبيا، بل منتخب السلة الليبي هو من يحتاج إلى لاعب امريكي بقامة عالية من حيث الطول ومن حيث الأداء.
كرة السلة لا تحتاج إلى انتماء قبلي، ولا عرقي، ولا لغة معينة، أو حتى دين محدد.
وما ينسحب على لاعب كرة السلة يمكن ان ينسحب على الطبيب، والمهندس، وحتى مصمم الأزياء.
توني ميشيل هو ليبي، وسيلعب بعلم ليبيا، ونشيد ليبيا.
وقيمة المواطن اليوم بالنسبة للوطن بالجودة وليس بالأجداد، وبما يقدمه من مصلحة، للوطني وليس بسجلات مصلحة الأحوال المدنية.