بيان القمة
محمود السوكني
إلتقى الجمعان وإتفقا على مايحفظ ماء الوجه مع التحفظ ولجم اللسان وكتم ما يعتمل في الصدر . لم يكن مطلوباً من هؤلاء (القادة) أكثر مما قالوا في بيانهم الختامي فهذا هو المسموح به ( ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها) حتى وإن اشتط بعضهم وفلت من فيهِ العيار وهو يسجل موقفاً بطولياً لا يتجاوز دائرة القول ، إلا أنه يظل كلاماً في العنتريات التي تعودنا سماعها ولم تعد الأذان تستسيغها .
جاء في بيان القمة العربية الإسلامية الطارئة أنها ترفض العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتدينه بشده وتطالب بوقفه فوراً (!) وافترضت القمة المهيبة أن العدو الصهيوني ومن وراءه أمريكا ستستجيب فوراً لهذا المطلب حتى أنها طالبت (محكمة الجنائية الدولية بإجراء تحقيق في جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ترتكبها دولة الإحتلال ضد الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة) وكعقاب لهذا العدو على ما إقترفه من جرائم بشعة فإن القمة المشتركة التي تمثل الوطن العربي ودول العالم الإسلامي (دعت جميع الدول الى وقف تصدير الأسلحة والذخائر إلى إسرائيل التي يستخدمها جيشها والمستوطنون الإرهابيون الذين يقتلون الشعب الفلسطيني ويدمرون منازلهم ) لم تتأخر عصابات الصهاينة في الرد على هذا المطلب بشن أشرش هجوم على القطاع منذ بدء الحرب حتى أن قائمة الشهداء تجاوزت إحدى عشر ومائة وثمانين شهيدا .
لست هنا في وارد التقليل من قيمة هذا اللقاء الرفيع المقام فأنا كغيري من المتابعين يعلم جيداً أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان ، وإذا اردت أن تطاع فأمر بما يستطاع ، ولكي أكون أكثر وضوحاً فإنني -صدقاً- أجدهم في موقف لا يحسدون عليه فقد ورطتهم المقاومة الفلسطينية وأربكت حساباتهم ، وقد قال الرئيس الراحل أنور السادات يوماً أن 99% من أوراق اللعبة في يد أمريكا التي تقف بالكامل وبلا حدود في صف المحتل حتى أنها نقلت ترسانتها العسكرية إلى المنطقة لمساندته والدفاع عنه وهناك من يجزم بأن قواتها تشارك فعلياً في أتون المعركة !
رغم كل ذلك ، فإن الأمل يظل قائماً ومعلقاً في رقاب رجال المقاومة البواسل ، ويظل الرجاء مرهون في محبة المولى ورضاه عنّا والله المستعان .