منصة الصباح الصباح، منصة إخبارية رقمية
مقالات مشابهة
حــوار ..
من سبها/ حاورته/ ليلى الغول
هدوؤه الغامض يعكس الصورة الداخلية للفنان التشكيلي ..إنه إنسان متمرد وحالم، يتنصل من المعتاد ليظهر بريشته بريق لمعان لأفكار مجنونة مليئة بالإثارة تارة وحزينة مكتظة بالتفاصيل تارة أخرى ..مزج فنه بين السريالية والتجريدية ..وكتب عن كل لوحة قصة لعنفوانها تتهافت عليها النظرات وتسرق منها ألف عنوان وقصة ..أحب شموخ الزنبق فكانت أولى لوحاته ..فلسفته السريالية في الفن التشكيلي تعكس فلسفته الواقعية في الكتابة وتجعل من أوتار العزف عنده مقطوعة موسيقية، متعدد المواهب لكنه يهيم عشقاً بالألوان.. في حوار يحمل الكثير من الصور والدلالات الفلسفية تستضيف الصباح هذا العدد ابن الجنوب الفنان التشكيلي حمزة أحمد
من هو حمزة أحمد في سطر واحد؟
حمزة أحمد انطوائي أصابته لعنة الفن والألوان.
متى كانت بداياتك في الفن التشكيلي وماهي أول لوحة فنية لك؟
كانت البداية هي التعرف على النفس والأحلام من خلال موهبة الرسم إلى الشعر والعزف ..فكان الفن أسمى ما تملّكني واهتممت به وأحببته، وأذكر أن اول عمل مكتمل بالألوان الزيتية كان لزهرة الزنبق فكثير ما أحببت هذا النوع من الزهور لأنه يحمل طابع الشموخ والعمق.. من المطر نستلهم ومن الحب ..من أنشودة ..من واقع وأيضا من ألم ..
من أين يستلهم حمزة أحمد أفكاره لتتجلى بعد ذلك في صورة لوحة فنية متكاملة المعاني؟
تأثرنا بالحياة المحيطة بنا يجعلنا ندرك بعين الحقيقة هويتنا الطبيعية وهنا تصبح الحياة إلهام بكل زواياها القبيحة منها والجميلة ..والشمولية في الأفكار تندرج تحت ما تتأثر به أكثر من حب أو ألم أو حاجة.
لكل فنان اتجاه معين وأسلوب خاص به ،ما هو الأسلوب الذي يحفّز دواخل الفنان أحمد حمزة ويميزه عن غيره؟
تحفزني القيود التي تكبل الفكر وتقتل الوعي وتجعل الجميل قبيحاً والعكس ..يحفّزني الخوف من الحقيقة ..التعرف على الذات .
هل كل لوحاتك تعبر عن مواقف معينة لديك وخواطرك أم أنها مستلهمة من الواقع؟
منها ما يحاكي الواقع الإنساني والعاطفي والنفسي ومنها ما يكون تجسيداً لخيال أضفى شعوراً معيناً كالراحة أو الاستمتاع وبعضها أحلام تلاشت وتركت أثراً مزعجاً أحاول التخلص منه عن طريق الالوان.
ماهي المعارض والمحافل التي شاركت بها؟ وكم عدد اعمالك الفنية حتى الآن؟
شاركت في عدة لقاءات ثقافية ومهرجانات أذكر منها:
اليوم العالمي للشباب بسبها وطرابلس 2018/2017
معرض تمنهنت الزراعي عام 2017ـ2019
مهرجان خريف هون 2017 إضافة إلى بعض المحافل بمدينة سبها .
معرض الكتاب الأول بالمرج 2017
معرض عن المرأة بحي دمشق بطرابلس 2017
مهرجان الأغنية الليبية ببنغازي 2018
معرض طرابلس الدولي
اليوم العالمي للمرأة بسبها وطرابلس 2017-2016-2015
مهرجان براك الشاطئ للتراث عام 2019
المعرض الدائم بمركز المأثورات سبها 2018ـ2019.
ماهي المدرسة التي تأثرت بها وانتهجتها كمسار في الفن التشكيلي؟
كانت المدرسة التجريدية أهم خطوة في مسيرتي حيث كل شيء له معنى ولا معنى له ..وللألوان لغة جهيرة صارخة وواضحة تحاكي كل ما يخالجنا من مشاعر وتبسط أمامنا أصعب ما نبحث عنه وهو الخيار ..فكان اختياري أو ما جذبني بقوة ووجدت نفسي بمدخلاتها هي المدرسة السريالية ،لأن محاكاة ما بعد الواقع تشعرني بأني أسبق نفسي وأتعرّف على ذاتي أكثر وأجد سهولة في التعامل والتعايش وأيضا أطلق العنان لألواني تعزف وتغني الحاناً تذكرنا بالحياة المجردة ..أيضاً كان هناك حضور للمدرسة الوحشية والرومانسية المتناقضتين في بعض الأفكار التي فرضت نفسهاعلى هذا النمط من الفن.
ماهي رسالتك الانسانية التى تطمح إيصالها للجمهور ورسالتك الفنية الخآصة ؟
رسالتي للجمهور تنطوي تحت الثقة وحب الذات ..تحاكي الحقيقة والصراحة المتواضعة ..الجرأة ..نافذة على الجمال الاسود والحقيقة المرة .
رسالتي لنفسي مبعثرة بين الليل والثلج والفجر والبحر بين الأحلام الطفولة والانسان بين الأشجار والزهور والأرض الباردة ..مازالت ضائعة بين جمال الطبيعة وقبح المجتمع ..رسالتي بعيدة عن العرف والدين والفكر والاختلاف ..رسالتي ..وعي
عندما تخطف الريشة أنفاس وأنظار حمزة أحمد أين يحط به الرحال ؟
حيث ما شاءت اللوحة بعضها محزن وكئيب يموت الوقت حتى تكتمل ألوانها وتشرق وبعضها كالمتاهة أحتاج لكثير من الوقت لأعود للعالم الخارجي ،وبعضها أتمنى ألا تكتمل لأنها تُشعرني بالحياة وتختفي ملامح الوجود.
ماهي العلاقة التي تربط حمزة أحمد بمولودته الجديدة (اللوحة ) وكيف يتعامل معها ؟
علاقتي باللوحة كعلاقة الأرض بالشجرة كلايهما يأخدان من بعضهما ..وتصبح اجزءاً لا يتجزأ من ذاتك وتكوينك فهي تحمل أغلى وأثمن ما تملك ..واللوحة هي أغلى ما أملك ..اللوحة طفلتي المدللة.
بما أنك ابن الجنوب أين يمكن للمتلقي أن يرى ذلك في لوحاتك؟
أحيانا أكسر قواعد الحياء والخجل لألتمس جرحاً عميقاً المشكلة محرجة وأترك الوان الرمال وهدوء الصحراء يكسو الاجساد ويطغى على تكوين اللوحة ..
العين تلك البوابة الغامضة أحمل من خلالها كثيراً لأننا مجتمع بصري أستطيع الوصول إليهم من خلالها.
حدثني عن علاقتك بالألوان في تفاصيلها والتي تغلب على مخيلتك؟
الأسود.. القوي الواسع الهادئ الغاضب ..أشد الألوان تناقضاً وأحبهه الألوان..الأخضر الحياة ..فإن اصفرت أطرافه اصبح موت بعد حياة وحياة بعد الموت ..الالوان الباردة تعدم المكان والزمان في فضاء الأزرق والبنفسجاً هواء بارد يضيف الحب والجرأة للفكر ويحرر العين من قيدها المتعب (التركيز)،وعندما تلتقي الالوان وتسبح تاركة أصواتاً لا نسمعها بل نشعر بها ..منها الحميم ومنها المزعج ..ودائماً نبحث عن الأمل والفرحة ..نجدها أحياناً في لون وأحياناً نفس اللون يشعرنا بالحزن والالم ..هنا دور الزمن في الألوان وقدسية المكان.
ما هو طموحك وإلى أين ترغب في الوصول؟ وهل العالمية تمثل تطلعاتك وطريقها ممهد أم ملئ بالعثرات؟
لا أحلم أو أطمح بشيء معين فالأحلام تتحقق ويأتي غيرهاأو تذبل وترحل لا أبحث عن العالمية بقدر ما أبحث عن جوهر الفن وفهمه ..وأهم طموحاتي هي أن أعطي تجربتي للمواهب الشابة وتعليمهم لغرض الارتقاء بالذائقة الفنية وزيادة الوعي الفني.
