منصة الصباح

يازمان الوصْل بالأندلسي

ومضــة

بقلم / الصغير أبوالقاسم

الفن الليبي جميل وراق متميز  له مذاق خاص يبعث في النفس الراحة والاستمتاع وعلى  رأسه فن المالوف والمتفرد على أمثاله في الوطن العربي خاصة في المغرب العربي في الجزائر وتونس مالوفنا الأندلسي الذي  له عاشقوه ومعجبون به وله مستمعون حتى خارج الوطن .. قيل لي أن حفلات المالوف الليبي يكون الإقبال والزحام  عليها في حين لايوجد ذلك حتى على فرقة مالوف البلد الخارجي الذي تقام فيه تلك الحفلات .

لن أتحدث باستفاضة عن هذا الفن الرفيع وأتركه لمن هم أقدّر مني  لأنني مستمع محب لاغير  .. وهم عندهم القدرة والاطلاع الوافي .

إن المالوف الليبي الرائع يجمع بين الشعر العاطفي والديني وبين الكلمات العربية القحة واللهجة الليبية اللذيذة المميزة التي تقترب من اللغة العربية الأم ويتم القاؤها بطريقة حلوة .

أنتَ الرب الأعلى وذكرك عندي ة من الشهد أحلى أغفر يامولاي ..لاتفضحني

سيدنا محمد قرة عيني  ..

يجب علينا ذكر جهابذة هذا الفن ولو ( عالماشي) : أبو ريانة  – الشيخ قنيص – حسن عريبي بالإضافة إلى غيرهم وفرقه العديدة.

الراحل حسن عريبي برز أكثر من غيره حتى خارج الوطن وكان على علم وثقافة بهذا الفن فأشهره ونشره خارجياً وأظهره بمظهر حسن باللباس الليبي بنسق جميل حيث كان يتوسط الفرقة مرتدياً الجرد ممسكاً بعوده في لوحة جميلة وصورة رائعة تتناسب وتتناغم مع القول البديع .

كان عريبي يٌستقبل من المنشط الشهير الراحل  نجيب الخطاب في الإذاعة التونسية بقوله مخاطباً له : ياسيدي حسن تقديراً له .

قدّم حسن عريبي قصيدة المنفرجة في مقام يصعب أداؤها فيه وهو في سن الشيخوخة وقد برع فيها أكثر من المطرب المغربي عبدالهادي  بلخياط وهو صاحب الصوت القوي وقد قال له أحد الظرفاء والقريبين منه لقد أعانك الجن على تلحين المنفرجة ياشيخ حسن ! :

اشتدي الأزمة تنفرجي ..

 

 

 

ولنا قصائد وأدوار مالوف عديدة منها :-

دمعي جرى على صحن خدي كالمطر ..

والروح من فرط الهوى في هاوية

وكذلك الذهب يزداد حسناً وكذلك

ياليلة الوصل عودي .. رفقا بصحاب السعود

قد لاح لي فيك بدر .. مامثله في الوجود

عيناه تحلف غزالاً .. والقدّ سعد السعود

وأخيراً دعوة لتوثيق هذا الفن الرائع والمهم وتسهيل تداوله وتشجيع الفرق  ودعمها للالتزام والمحافظة على الفن والمساعدة على الاستماع لروعته في المقاهي والمحال التجارية وسيارات الأجرة والمواصلات العامة والخاصة ( كالإيفيكو ) التي  ترغمنا على سماع أغانٍ وموسيقى لاتمت لنا بصلة ولانفهم كلماتها ولا نجد منها إلا الضجيج والتلوث السمعي !.

شاهد أيضاً

لا تنزعجوا: الأمرُ طبيعي

جمعة بوكليب زايد…ناقص في الفصل الثاني، من رواية الكاتب هشام مطر الجديدة، المعنونة” أصدقائي،” والصادرة …