منصة الصباح

کورونا .. تحوطات أم تهويل؟

بوضوح

عبدالرزاق الداهش

السجل الليبي مازال خاليا من تسجيل أي حالة إصابة بفيروس كورونا، وفقا لتأكيدات السلطات الصحية في ليبيا، وما يرجحه المنطق، رغم بعض التشكيك، من بعض المشككين .

النقل الجوي بين ليبيا وكل دول العالم ذات الانتشار الواسع للفيروس متوقف تماما، بداية من حدود الصين، وليس نهاية بحدود إيطاليا .

توافد الأجانب إلى ليبيا محدود جدا حتى لا نقول إنه معدوم، بسبب الأوضاع في ليبيا، فلا سياحة، ولا تجارة، ولا تعمير.

کورونا ليست ابن بلد، هي فيروس وافد، يعني طالما أنه لم يدخل إلى ليبيا، فأي تدابیر (تحوطية) تظل مجرد إجراءات، لا تنفع ولا تضره.

هذا لا يعني أننا نضع يدا على يد ، وننتظر مجيء الفيروس، ذات غفلة، أو ذات استسهال، لنجد أنفسنا بين يدي الكارثة.

هناك مخاوف حقيقية، ومخاوف مشروعة، وليس من حقنا أن نرميها خلف ظهورنا فقط لأننا بعيدون عن المأزق.

فإذا كان العالم ليس له إلا الوقاية، ولن يمكن علاجه، فنحن ليس لدينا إلا الوقاية والوقاية، والوقاية، لغير سبب واحد، ولعل الأهم مستوى جدارة نظامنا الصحي.

ما ينبغي أن نخاف منه، هو الخوف أحيانا، مع خطاب فزعة، قد يورطنا في استهلاك غير اقتصادي لمخزوننا الوطني من وسائل الوقاية.

ثم علينا أن لا ننسى المزاج الليبي، المحكوم باندفاع البدايات، أو ما نسميه شعبيا «بالطهقة»، فقد نستهلك مجهودنا، وحماسنا، واهتمامنا، قبل دخول الفيروس (لا سمح الله)، ثم لا نجد، وسائل وقاية كافية، ولا خوفا كافيا.

الفيروس خطر جدا، وكفاءة نظامنا الصحي محدودة جدا، ولكن مع ذلك ينبغي التعامل مع الكارثة دون تسرع، ودون توتر زائد .

 

شاهد أيضاً

كتاب “فتيان الزنك” حول الحرب والفقد والألم النفسي

خلود الفلاح لا تبث الحرب إلا الخوف والدمار والموت والمزيد من الضحايا.. تجربة الألم التي …